أنهى لاعبو المنتخب السعودي المهمة الأولى لهم في دورة كأس الخليج ال22 والمتمثلة في بلوغ الدور نصف النهائي بجدارة وباستحقاق وبسبع نقاط وبمعدل تهديفي ممتاز بواقع ما يقارب هدفين في كل مباراة، وبخط دفاع رائع اذ لم يلج الشباك السعودية سوى هدف واحد. أدى اللاعبون أدوارهم بكل مسؤولية على رغم غياب الدعم الجماهيري المطلوب، ولوجود الضغوط الإعلامية والشعبية التي ترافق مشاركة المنتخب السعودي عادة في دورات الخليج. الآن وبكل صراحة الكرة انتقلت من ملعب اللاعبين إلى ملعب اتحاد الكرة أولا والجماهير ثانيا ووسائل الإعلام ثالثا، فالاتحاد باتت مسؤوليته أصبحت مضاعفة وأصبح تحقيق الكأس هدفا مشروعا يجب أن يسخر له الاتحاد كل الامكانات، بدءا من الدعم المالي الذي يجب أن يقدمه الاتحاد للاعبين بل وإعلان ذلك في وسائل الإعلام، ووضع الثقة من جديد في المدرب والوقوف إلى جانب اللاعبين، واللافت أننا لم نشاهد أي من أعضاء اتحاد الكرة في أي تدريب للمنتخب واقتصر الأمر على المشرف على المنتخب السعودي الدكتور عبدالرزاق أبوداود، وكأن هذا المنتخب بلاعبيه لا يمثل الاتحاد أبدا. الاتحاد العتيد مطالب أكثر من أي وقت آخر بتهيئة كل الظروف لنجاح المنتخب ولاعبيه بتحقيق اللقب، ولهذا فالتهيئة النفسية في مشوار كهذا يمكن أن تكون أكثر تأثيرا من التجهيز البدني أو على الأقل هما متوازيان في خط واحد. وبعد الاتحاد يأتي دور الجماهير التي أعادت شيئا من هيبتها في مواجهة "الأخضر" أمام اليمن وحضرت بكثافة على رغم أن هذا العدد لا يمثل "الطوفان الأخضر" الذي دعم المنتخبات السعودية في مشاركاتها المصيرية، لا يمكن تصور أن يلعب المنتخب من دون دعم جماهيره، ولا يمكن تصور أن يحقق أي منتخب الانجازات بغياب اللاعب رقم واحد وهم الجماهير. في دور الأربعة سيقول الجمهور كلمته وسيدحض مقولة إن الجماهير لا تحضر وسيكون الداعم الحقيقي لبلوغ الهدف المنتظر. دائرة النجاح الثالثة هي الإعلام برجاله ووسائله المتعددة، إذ لا يمكن أن نتخيل أن إعلاميا سعوديا يتمنى عدم تحقيق منتخب بلاده لهذه الكأس، ولا يمكن هنا أن نتخاصم في مفهوم الوطنية، التي أشبعت بحثا عند مشاركة الأندية، هنا لا يتصور أن نجادل في أن من يتخلى عن مساندة منتخب بلاده فهو غير وطني حتى وإن اعتبر أن كرة القدم لا تمت للوطنية بأي صلة. على رغم أن وسطنا الإعلامي لا يزال يعج بالكثير من الذين أساؤا له بشكل عمدي أو بجهل منهم إلا أن دعم المنتخب فرصة لهم لإعادة أواصر الالتقاء من جديد، ف"الأخضر" يجمع كل الألوان ويوحدها تحت راية واحدة وهي راية الفريق الوطني. خاتمة الشيخ أحمد الفهد أحد أبرز الرياضيين الخليجيين الحاليين إلى جوار الشيخ عيسى بن راشد، بعد رحيل العملاقيين الأمير فيصل بن فهد والشيخ فهد الأحمد قدم لنا احمد الفهد نفسه مسؤولا رياضيا نجح في تبوء المناصب الدولية واستطاع أن ينجح بشكل ملموس، ولعل اختياره أخيرا رئيسا لاتحاد اللجان الأولمبية يؤكد ما نقول. أحمد الفهد يقدم لنا كيف يكون الدعم لمنتخب بلاده وهو الذي لا يشغل أي منصب في بلاده لكن من يعرف احمد الفهد يعرف مدى حبه للأزرق الكويتي وكيف يدعمه.