توقع الرئيس الباكستاني الأسبق الجنرال المتقاعد برويز مشرف أن تتحول أفغانستان إلى ساحة للقتال بين أجهزة الاستخبارات الباكستانية ونظيرتها الهندية فور الانسحاب الغربي من أفغانستان. وأكد برويز مشرف على ضرورة تهدئة التوتر الحدودي على الحدود المشتركة بين باكستان والهند من أجل الحفاظ على أمن المنطقة والاستقرار في أفغانستان أثناء وبعد الانسحاب الغربي منها. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها في مقر إقامته في مدينة كراتشي بجنوب باكستان، حيث أوضح بأن الظروف الإقليمية في منطقة جنوب آسيا تمر من منعطف حساس مع اقتراب موعد الرحيل الغربي من أفغانستان وأن الأمن والاستقرار في أفغانستان ينصب مباشرة في صالح باكستان. وأكد برويز مشرف على أهمية الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأفغاني المنتخب حديثاً أشرف غني لباكستان، موضحاً بأن التنسيق والانسجام بين باكستان وأفغانستان ضروري جداً لمستقبل البلدين. وكشف مشرف في تصريحاته بأن الهند تنوي تأسيس شبكة استخباراتية لها في أفغانستان أثناء الرحيل الغربي، وهذا الأمر سيحول أفغانستان إلى ساحة جديدة للحرب بين الأجهزة الباكستانية والهندية. وأشار مشرف الذي يبلغ 71 عاماً ويواجه العديد من القضايا في باكستان، بأن التوتر الحدودي بين باكستان والهند يشير إلى وجود توتر بين البلدين المجاورين. ونصح مشرف كل من باكستان والهند بالعمل مشتركاً من أجل استتباب الأمن والسلام في المنطقة بدلاً من الدخول في فوضى جديدة لا تنصب في صالح البلدين والمنطقة بأسرها. هذا وقد انتقد برويز مشرف سياسات الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي موضحاً بأن السلطات الأفغانية تعودت على إرسال المتدربين العسكريين إلى الهند بدلاً من باكستان أو إلى أي دولة أخرى، ومثل هذه السياسات تسببت في نشوء خلافات جذرية بين البلدين المجاورين الذين تنصب مصلحة كل منها في مصلحة الآخر.