يعتبر الارتجاع المريئي من الحالات الشائعة، ومن أشهر أعراضه حرقة المعدة أي الشعور بالحرقان في منطقة الصدر خلف القفص الصدري ويمتد ليصل إلى الحنجرة، وربما تشتد الحرقة حتى تشخص خطأ على أنها نوبة قلبية، وهنالك مفهوم خاطئ عن أن السبب ارتفاع كمية الحامض الموجود بالمعدة ويعرف باسم الهيدروكلوريك، لذلك توصف أدوية مضادة له، وعلى العكس تماماً فإن انخفاض كمية الحامض بالمعدة تعد السبب الفعلي وراء الحالة. عندما يمر الطعام عبر المريء إلى المعدة، يغلق صمام عضلي يسمى العضلة العاصرة للمريء لمنع الطعام والحامض من الرجوع إلى الأعلى وعندما يحدث ارتخاء بتلك العضلة تسمح برجوع الحامض من المعدة إلى المريء، وهذا لا يعتبر مرضاً بل هو عرض ناتج عن فتق بالحجاب الحاجز أو عدوى بكتيريا هيليكوباكتر بايلوري والتي يعتقد أن نصف سكان العالم يعانونها، وفي حالات أخرى يحدث حرقان المعدة كأثر جانبي لاستخدام بعض العقاقير لعلاج أمراض أخرى مثل مضادات الاكتئاب، والمضادات الحيوية، وعقاقير علاج ضغط الدم، وعلاج هشاشة العظام، والمسكنات، وربما يكون السبب في بعض الحالات نوعية الأطعمة التي يأكلها من يشكو هذه الأعراض، خاصة لو تناولها قبل مدة قصيرة من خلوده للنوم، ويحدث كذلك لدى النساء أثناء مدة الحمل، وتلعب بعض العادات اليومية وأسلوب الحياة الذي يتبعه الشخص، دوراً في زيادة تلك الحالة المرضية ويمكن اتباع عادات صحية بديلة للقضاء عليها مثل تناول الطعام بكميات صغيرة، وعدم الاستلقاء بعد تناول الطعام إلا بعد مرور ساعتين إلى ثلاث ساعات، وارتداء الملابس التي لا تضغط على المعدة، والاستلقاء مع وضع مرتفع للرأس والكتفين لمنع صعود الحامض إلى أعلى، والإقلاع عن التدخين. يكمن العلاج الحقيقي لمشكلات الحموضة في استعادة توازن المعدة وأدائها لوظيفتها، ولا يستهدف ذلك تحقيق راحة مؤقتة للمعدة ولكنه ضروري للصحة على المدى البعيد، حيث إن صحة الجهاز الهضمي ومعدل البكتيريا النافعة الموجودة فيه يزيد من امتصاص الجسم للمواد الغذائية، ويلعب دوراً مهماً في الصحة العقلية والنفسية للشخص، وكما يقال لا تكون بصحة جيدة إلا إذا كنت بمعدة سليمة، ومن مضار تناول السكر التأثير السلبي في نشاط البكتيريا النافعة الموجودة بالأمعاء ليصبح نشاطها ضاراً، والحل الأمثل لعلاج حرقان المعدة ومنع ارتجاع الحامض باستعادة توازن عملية الهضم، لذلك ينصح بالابتعاد عن تناول الأطعمة المصنعة والسكرية لمنع تهيج البكتيريا بالجهاز الهضمي، ويجب تناول الخضراوات والأطعمة الطبيعية وتجنب الكافيين والكحول والنيكوتين، ويحبذ تناول الملح الطبيعي غير المصنع لتحفيز الجسم على إنتاج المزيد من حامض الهيدروكلوريك الذي تفرزه المعدة والذي يؤدي نقصه إلى الشعور بالحرقان، وهذا عكس المفهوم الخاطئ الشائع بين الناس، كما يفيد كذلك تناول عصير الملفوف المخلل قبل الأكل في تحسين عملية الهضم، وإضافة إلى العناية باختيار الغذاء الجيد، هنالك بعض المنتجات الطبيعية التي تساعد في السيطرة على حرقان المعدة مثل خل التفاح الخام حيث يمكن خلط مقدار ملعقة طعام مع زجاجة ماء كبيرة، فهو يساعد على زيادة حموضة المعدة للقضاء على حرقان المعدة الناتج عن قلة كمية الحامض. وكذلك مادة البيتين التي يمكن تناولها على شكل مكملات غذائية Betaine hydrochloric بداية على حسب حاجة الجسم حتى تهدأ حدة الشعور بالحرقان ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة، وهذا يساعد على تحسين عملية الهضم وفي القضاء على بكتيريا H. pylori. أما بيكربونات الصودا (صودا الخبز) فيمكن اللجوء إلى هذه الوصفة عند الضرورة فقط، وهي إضافة من إلى 1 ملعقة طعام من بيكربونات الصودا إلى مقدار مناسب من الماء لموازنة حامض المعدة والقضاء على الحرقان. ويستخدم نبات الصبر كعصير لتهدئة التهاب المعدة الذي يسبب أعراضاً مشابهة لأعراض ارتجاع الحامض، حيث يمكن تناول كوب من عصير نبات الصبر قبل الطعام، ويمكن شراء منتج عصير الصبر الخالي من المادة الملينة لتجنب الإصابة بالإسهال. وجد أن للزنجبيل آثاراً جيدة على المعدة فيمكن استخدام جذور الزنجبيل وشراب البابونج، حيث تمنع ارتجاع الحامض وتوقف نشاط البكتيريا، كما تمنع تكون قرحة المعدة، تنقع شريحتان أو ثلاث من الزنجبيل الطازج لمدة نصف ساعة في مقدار كوبين من الماء المغلي ويتم تناوله قبل الطعام بـ 20 دقيقة، ويتناول شراب البابونج قبل النوم لتهدئة المعدة. وجدت دراسة نشرت نتائجها بمجلة دينتال ريسيرش، أن الأشخاص الذين يعانون حالة ارتجاع حامض المعدة تراجع لديهم الشعور بحرقان المعدة بعد أن مضغوا العلكة الخالية من السكر بعد الوجبة و لمدة 30 دقيقة. كما وجدت دراسة أخرى أن مشروب عرق السوس يخفف حرقان المعدة ويعالج المشكلة من جذورها، وتقول د. سوزان بلوم المتخصصة في ذلك المجال: الوسط داخل المعدة يجب أن يكون حامضياً لذلك فإن مضادات الحموضة ليست الحل، وتضيف أن هذا النبات له خاصية طبيعية في علاج المعدة وفي الوقت نفسه، زيادة تناوله تتسبب في ارتفاع ضغط الدم لذلك يمكن اختيار DGL licorice وهو منتج عرق السوس الخالي من مادة Glycyrrhizic acid. ويعد فيتامين D مهماً للقضاء على عناصر العدوى، فإذا تحسنت معدلاته عن طريق التعرض الآمن للشمس أو عن طريق المكملات الغذائية تتحسن بالتالي مقدرة الجسم على إنتاج 200 بيبتايد مضاد للميكروبات، فيتمكن الجسم من القضاء على العدوى الدخيلة عليه. تساعد أوراق الدردار الزلق على تسكين آلام الفم، والحنجرة، والمعدة، وتحتوي على مضادات للأكسدة، التي تعالج التهابات الأمعاء، كما تحفز النهايات العصبية الموجودة بالجهاز الهضمي ما يزيد من إفراز المادة المخاطية التي تحمي من تكون القرحة والحد من الحموضة الزائدة، وتوصل المركز الطبي بجامعة ماريلاند إلى جرعة محددة للبالغين وهي الشرب ثلاث مرات يومياً من منقوع مقدار 2 ملعقة طعام من بودرة أوراق شجر الدردار في مقدار 2 كوب من الماء المغلي. كما وجدت دراسة أجريت عام 2009 أن التلف الذي يصيب الأمعاء بسبب بكتيريا H. pylori يمكن علاجه بواسطة الحمض الأميني الجلوتامي والموجود في الكثير من الأطعمة مثل لحم الأبقار، والدجاج، والسمك، والبيض، ومنتجات الألبان، وفي بعض الفواكه والخضراوات، ومتوفر كذلك على شكل مكملات غذائية. وتوصل البحث الذي أجراه مختص التغذية السريرية بايرون ريتشارد إلى أن فيتامين B بإمكانه الوقاية من التعرض لارتجاع الحامض، والكميات الزائدة من حمض الفوليك تخفض الإصابة به بنسبة 40%، ويوجد حمض الفوليك بالكبد، ونبات الهليون، والسبانخ، والبامية، والفاصوليا، ووجد كذلك أن انخفاض معدلات فيتامين B6 وB2 من مسببات ارتجاع حامض المعدة.