نبي هوشه .. نبي إثارة .. نبي تصريحات رنانة، كان هذا جزء من حديث أحد الزملاء الإعلاميين في جلسة جمعتنا مع مجموعة من رجال الإعلام الخليجي والسعودي ضمن إحدى الفعاليات المصاحبة لبطولة الخليج ال 22 المقامة هذه الأيام في الرياض، وبقدر ما صدمت بطموح هذا الزميل المذيع وبحثه بشتى الطرق عن الإثارة حتى وإن كانت مفتعلة لكسب أكبر قدر من المشاهدين، إلا أنني تماسكت وحاولت أن أوجه دفة النقاش بهدوء لموضوع كنت أراه أهم وأكثر فائدة فتحدثت عن غياب الفعاليات على هامش تلك البطولة المهمة لأبناء الخليج وتساءلت؛ أين الندوات وورش العمل، وبقدر ما أحيي اللجنة المنظمة على عملها المتقن والإبداعي وحجم الفعاليات التي خططت وبشكل ذكي ومدروس لها؛ إلا أنني تساءلت لماذا لا تقدم كل دولة مشاركة نبذة عن إنجازاتها الفعلية فنياً وبنيوياً وعلى صعيد البرامج وتطوير الكوادر والأهم طريقة وآلية هذه المنجزات فتنقل تجاربها الثرية التي طرأت خلال عامين يفصلان بين كل بطولة وأخرى، لتقدمها هدية للدول الأخرى المشاركة فيحدث التلاقح وتُنتج الأفكار الخلاقة وسط عصف ذهني على مستوى أكبر وبشكل احترافي، لأن مثل هذا الالتقاء من شأنه أن يطور بطولاتنا ورياضتنا بشكل عام في الخليج ناهيك عن أنه يمثل الهدف الأسمى من هذه البطولة. وليس في خليجي 22 فقط بل وفي كل بطولة خليجية مقبلة. الغريب أنني حينما أنهيت حديثي عاد صاحبنا ليكرر: نبي هوشات، ليش البطولة نايمة، دوروا لنا واحد يشعللها بتصريح!! فتذكرت على الفور مقولة ابي حنيفة الشهيرة حينما كانت تؤلمه رجلاه. * دقيقة بالمصادفة ودون ترتيب مسبق جمعتني جلسة غير رسمية في المكان الرائع والفكرة الرائدة "استراحة الإعلاميين" مع رئيس نادي أم صلال الشيخ فيصل بن أحمد ال ثاني وكان الحديث بيننا يدور حول تدني مستويات معظم الأندية الكبيرة في قطر وصعود أسهم أندية حديثة التجربة، وعن مسببات نجاح التجربة الكروية الاحترافية في اليابان ومدى إمكانية نجاح شبيهتها الجديدة التجربة الأمريكية، فتولد لدي على الفور إنطباع يوحي بقفزة كروية قطرية عملاقة خلال الفترة المقبلة وخصوصاً مع وجود مثل هذه العقليات المميزة والتي تسير أمور الرياضة لديهم، حتى أنني تخيلت أننا سنناقش في جلسة ما وفي يوم ما وعلى هامش بطولة ما التجربة القطرية وكيف يمكن لدول الخليج أن تستفيد منها. * ثانية أيضاً يوما ما قالت ايلينور زوجة الرئيس الأمريكي السابق روزفلت: العقول الكبيرة تناقش الافكار, العقول المتوسطة تناقش الاحداث, العقول الصغيرة تناقش الاشخاص".