لكل حدث تنبؤات قبل وقوعه، تُبنى تلك التنبؤات على معطيات وأسُس، كذلك في كرة القدم قبل أحداثها ومناسباتها، ولكن بعض الأحداث الرياضية خارجة عن دائرة التوقع فهي أحداث دراماتيكية لا تخضع للمقاييس، هكذا هي دورة الخليج العريقة، لطالما كان المنتخب السعودي هو المرشح الأول وفي كل مرة يخرج خالي الوفاض، خلال الجيل الذهبي جيل الثمانينات صالح النعيمة وماجد عبدالله ومحمد عبدالجواد ويوسف الثنيان لم يستطع تحقيق البطولة، فعلاً هي بطولة لا تعترف بالمعطيات والأسماء، ولأنها لا تخضع عادةً للمقاييس الفنية فإن العوامل الخارجية لها دور كبير في حلّها وربطها، ولعلّ الأصوات تُجمع بأنها من أكثر البطولات التي تعطي نقاط قوة للفريق المستضيف، وبالعودة إلى آخر سبع نُسخ منها نجد بأن المستضيف هو ذاته البطل في أربع مناسبات من السبعة، بينما كانت الثلاث نُسخ المتبقية تحت استضافة فِرق متواضعة فنياً أو جماهيرياً أو إعلامياً. التاريخ يقول بأن المنتخب السعودي لم يحقق أو على الأقل يحل وصيفاً لبطولة الخليج في أوج عطائه خلال أعوام (1984 و1988 و1992 و1996 و2000 و2007) وهي الأعوام التي كان فيها المنتخب بطلاً أو وصيفاً للقارة الآسيوية، ولم يسبق أن حقق المنتخب السعودي بطولة الخليج أو حلّ وصيفاً لها في حين حقق كأس الأمم الآسيوية أو وصافة الكأس في العام ذاته ، مّا يشير إلى دلالة أخرى وهي التقارب في قوة التنافس بين البطولتين إذ لم يستطع «ثري العناصر» الجمع بين المنافسة عليهما في العام ذاته على الأقل، ناهيك عن تحقيق الكأس! معادلة عكسية بين معركة الإقليم النفسية وحرب القارة الصفراء، كذلك على مستوى التنافس وليس الإنجاز فقط، فلن نذهب بعيداً لنتذكر بأن المنتخب حل وصيفا للكويت في «خليجي 20» ثم عجز عن الفوز حتى في كأس آسيا والتي تلت الخليجية بأقل من شهرين على الرغم من التغير الشامل للعناصر وكأن الرصيد يسمح بالحضور الواحد! يقول «زبردج»: «مثلما يؤمنون بأن كأس الخليج بطولة اكتستها الحرب النفسية، فيجب أن يؤمنوا بأن تحديد الهدف مطلب مهم لتحصيل حاصل بين «كأس أستراليا» و»دورة الرياض»!