كان البعض من منسوبي إعلامنا الرياضي الورقي يطلق على القناة الرياضية السعودية لقب أو صفة (الخشبية)، من منطلق أن ما يطرح في برامجها الحوارية على وجه الخصوص من آراء تخضع لرقابة مشددة بحكم أنها قناة (حكومية) ملتزمة بخط إعلامي معين لايستطيع القائمون عليها الحياد عنه، مما أثر على حرية الكلمة ورسالة النقد وأيضا على انتشار وسمعة قناة لم تواكب تطور وقفزة تلفزيونية باتت ملموسة في عصر (فضائي) وإلكتروني تعددت فيه خيارات المتلقي المشاهد وهو يطوف بجهاز صغير يحركه بأصبع واحد متابعا قنوات سعودية خاصة وخليجية وعربية (تحررت) تماما من فكر (قديم) وسياسة إعلامية عتيقة عقيمة لم يعد لها وجود. ـ رؤية صحفية قابلة لأن تكون صحيحة أو خاطئة وإن سلمنا بأن من روج لها كان على (صواب) لاعتبارات لها علاقة بغيرة (مهنية) بالعمل الإعلامي والنقد الرياضي، فهذه قناة (الوطن) ومع ظهور برنامج (ليالي الخليج) المتزامن مع دورة الخليج العربي (22) التي تستضيفها بلادنا الغالية نلاحظ أن من كانوا يعيبون على هذه القناة توجه القائمون عليها بدأوا (يتضايقون) من مقدم وضيوف البرنامج من منظور يَرَوْن فيه تجاوزاً لحرية الرأي والرأي الآخر، مع أن ردود الفعل من المشاهد الكريم (مختلفة) تماما حيث لاقى البرنامج في ظل (منافسة) قوية وشرسة مع قنوات وبرامج أخرى متابعة كبيرة من المشاهدين وانتشارا ونجاحا يتوافق مع أماني أولئك (الغيورين)على قناة الوطن، الرافعين لشعار حرية التعبير، فبماذا نفسر هذا (التناقض) الغريب وهذا (الانقلاب) المفاجئ في المواقف والمبادئ؟ ـ هل سبب هذا الانقلاب مرده يعود إلى أن ماجاء في هذا البرنامج قد لامس بالفعل (الحقيقة) التي تتضارب مع ميولهم الكروي لأنديتهم أم مصالحهم الشخصية وعلاقاتهم الخاصة ولهذا بدأوا يشنون حملتهم المغرضة ومايتبعها من حرب (خفية) تسعى إلى إسقاط البرنامج أو التأثير على مساره، إنني حقيقة (أستعجب) لهذا التناقض في المواقف، فما تم طرحه من آراء حول اللجنة العليا المنظمة لخليجي22 واللجان الأخرى التابعة لها ظاهر للعيان فيه (إخفاق) واضح، قنوات أخرى وصحف كثيرة تناولت هذا الإخفاق، إلا إذا كانت (جرأة) الطرح وتسمية الأشياء بأسمائها (أقلق) وأزعج هؤلاء (المنقلبين) المتقلبين. ـ حتى فيما يخص (الاتحاد السعودي لكرة القدم) والتدخل في عمله ومسؤوليات يحفظها له حقه القانوني والنظامي (فيفا) حينما تطرق لها البرنامج بسبب (ازدواجية) كان لها تأثيرها البالغ في هذا الإخفاق و(شكاوى) تعددت من بعض اتحادات خليجية ومسؤولين عن منتخباتها، فلم تأت إثارة هذه (الحقيقة) من فراغ أو بناء على توجه من قبل مقدم وضيوف البرنامج إنما سبق لعضو من أعضاء اتحاد كرة القدم أن أعلن صحفيا وتلفزيونيا عن هذا التدخل و(وتهميش) لأعضاء مجلس الإدارة. ـ وحينما يصرح الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة العليا لدورة خليجي22 الأمير عبدالله بن مساعد في هذا (التوقيت) غير(المناسب) عن القوائم المالية للاتحاد السعودي لكرة القدم وديون يعاني منها لم تسدد وعن عدم توافق أعضائه، فبماذا يمكن تفسير هذا (التصريح) ومسببات اختيار (توقيت) نشره،على الأقل إن هذا التصريح يعطي (انطباعا) عاما بأن الرئاسة العامة بالفعل تتدخل في عمل هذا الاتحاد وتسعى من خلال هذه المناسبة إلى (تشويه) صورته؟ ـ أنا هنا قد يظن البعض أستغل سلطتي الصحفية ككاتب في هذه الصحيفة لأدافع عن برنامج مشارك فيه، وهو ظن قد يأخذ هذا الاتجاه والتوجه في حين أن السبب الحقيقي في كتابة هذا الرأي هو كشف إعلام (متناقض) في مواقفه ومهنيته ومبادئه كان يطالب بأن تخرج القناة الرياضية السعودية من (رتابة) الطرح النقدي (المثالي) الذي كانت تقدمه وأن تنسجم مع واقع إعلام (حديث) يجب أن تواكبه، ومع تحقيق هذه الآمال والأمنيات إلا أنهم للأسف الشديد وبعد ظهور برنامج (ليالي الخليج) انفضح المتلونون على الرغم من تعدد آراء ضيوف البرنامج دون أي (وصاية) عليهم أو تمنعهم من ممارسة حقهم بالتعبير حتى وإن كان (مخالفا) للرأي الآخر، فالذي كان ينتقد مثلا عمل اللجان كان أيضا في المقابل هناك من يدافع عنها في خط (متواز) لاحظه الجميع. ـ إنني حقيقة ومن خلال منبر إعلامي (حر) منبر صحيفة الرياضية أود أن استثمر فرصة هذا(النجاح) الذي حققه برنامج (ليالي الخليج) لأتقدم بخالص الشكر والتقدير لرئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع ومدير عام القناة السعودية الدكتور محمد باريان ذلك لأننا لم نر أي (تدخلات) أو أي توجيهات تحاول أن تؤثر على مسار البرنامج وأهدافه المرسومة من قبل رئيس التحريرالزميل مهدي مزارقة وهذا دعم للكلمة وحرية التعبير ولإعلام رياضي أصبحت القنوات التلفزيونية جنبا إلى جنب مع الصحافة عاملا (مؤثرا) في جذب الشباب وتطوير الحركة الرياضية شاء من شاء وأبى من أبى.. والله من وراء القصد، وهو المستعان. نقلا عن الرياضية