×
محافظة الرياض

ضربة قاصمة لمنتخب العراق قبل مواجهة الإمارات

صورة الخبر

مرّ على هذا العالم عديد من الطغاة والديكتاتوريين الذين خلفوا وراءهم سيرة مظلمة وتاريخا أسود وفظائع بشعة ترويها كتب التاريخ بين أوراقها، ودعوات بعدم الرحمة تلاحقهم حتى في قبورهم! في دراسة قرأتها لعدد من الباحثين توصلوا فيها إلى أن أي دكتاتور لا يخلق دكتاتورا ولا تتكون عنده بذور الدكتاتورية فجأة، وإنما تصنعه طفولته البائسة التي تركت بصماتها السوداء على شخصيته القابلة للتشكل، والبيئة السلبية المحبطة التي نشأ فيها وزرعت بداخله التراكمات النفسية المدمرة ولذلك قالوا في طفولة كل شخصية دكتاتورية .. هناك يكمن السر ..! سؤال يلح في خاطري دوما وهو أقرب للفلسفة منه للسؤال، ولعل قرائي الأعزاء يتحفونني بآرائهم الجميلة: - لو أن كل طاغية من هؤلاء عاش طفولة طبيعية مفعمة بالمشاعر الصادقة والإحساس بالأمان، فهل كان سيصبح طاغية يذيق شعبه أصناف الذل والظلم ويستمتع برؤيتهم وهم يرزحون تحت أغلال القهر وينتشي وهو يسمع صرخات المظلومين؟! - لو قدر لهذا الطاغية أن يعيش ظروف نشأة مختلفة تماما عن الظروف التي عاش فيها فهل كان يا ترى سيسلك هذا المسلك المريع من الظلم والطغيان والديكتاتورية؟! عاش هتلر طفولة بائسة مهينة، حيث كانت أمه تعمل خادمة لدى أحد أثرياء اليهود، فكان يركلها ويصفعها بقسوة أمام طفلها "هتلر" الذي لم يكن يستطيع الدفاع عنها. أما والده فكان يحبسه لساعات طويلة في غرفة باردة مظلمة عقابا له على أي تصرف طفولي يقوم به. وحينما كبر هذا الطفل البائس كان يعاني فوبيا الأماكن المغلقة، فقام بالانتقام من البشرية كلها وخاصة من "اليهود"! الطاغية ستالين كان والده يعمل "سباكا" ويشرب الخمر حتى يثمل، فكانت زوجته تتشاجر معه فيعاقبها بأن يقوم بضرب ابنها "ستالين" نكاية بها. هذا الإحساس المدمر بالظلم والغبن الذي زرع في نفسه دفعه حين أصبح رئيسا أن يقتل أكثر من 20 مليون إنسان بريء لا ذنب لهم سوى الانتقام من الظلم الذي مورس عليه في طفولته! يقول علماء النفس: فتش عن الطفولة، ففيها تكمن كل أسرار الإنسان وملامح حياته المستقبلية فيما بعد، فالطفولة المحرومة من الإحساس بالأمان والحب، والمطبوعة على القسوة وسوء المعاملة والعنف الجسدي والنفسي هي بلا شك مصنع الطغاة! وخزة كم بيت الآن يضم بين أرجائه طفلا يعاني بصمت القسوة والعنف والإحساس بالظلم، وكل ما في الأمر أنه ينتظر فرصة سانحة ليدمر العالم من حوله!