×
محافظة عسير

المقابر تثير جدلا واسعا في تنومة بين (الأحياء)

صورة الخبر

لا معنى لما تحدث عنه الناطق الإعلامي باسم هيئة المساحة الجيولوجية من اهتمام الهيئة بالمقطع المصور لانبعاث الدخان من باطن الأرض بالقرب من قرية العكيشية في مكة المكرمة، ولا قيمة لما أشار إليه من أن الهيئة سوف تتحقق من صحة ذلك المقطع الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي منذ ما يقارب الأسبوع. فالمقطع لا يصور حدثا منقطعا وإنما ظاهرة مستمرة تم رصدها خلال يومين حددها من قام بتصوير ذلك المقطع، كما أنه ليس تصويرا لظاهرة في مكان مجهول فمن صور المقطع قام بتحديد المكان على نحو دقيق، ولذلك فإن الحديث عن الاهتمام بالمقطع إضاعة للوقت كما أن التأكد من صحته فضول لا جدوى من ورائه وكل ما ينبغي على الهيئة أن تبادر بالاتجاه إلى الموقع للعناية بالظاهرة وتفسيرها والتحقق مما يمكن أن ينتج عنها من أضرار والتنسيق مع كافة الجهات لمواجهة تلك النتائج. كما أن الجدية التي ينبغي أن يتم التعامل بموجبها مع مثل هذه الظواهر لا تترك مجالا للتخمين والحديث عما إذا كان حرق النفايات أو وجود مياه ساخنة وراء انبعاث ذلك الدخان من باطن الأرض، ولذلك فإن من المستغرب أن يتحدث الناطق باسم الهيئة عن تلك الاحتمالات بعد أسبوع من رصد تلك الظاهرة، وأن يكتفي بما طمأنته إليه مراكز الرصد الزلزالي والبركاني من عدم وجود أي نشاط بركاني في المنطقة، ولو أن الهيئة بادرت بالذهاب إلى الموقع ودراسة الظاهرة لما تحدث الناطق باسمها عن احتمالات يمكن أن يتوصل إليها كل من شاهد ذلك المقطع حتى وإن كان قد شاهده وهو مستلق في سرير نومه. والهيئة التي كان من المفترض أن تكون قد بادرت بالتوجه إلى الموقع يتحدث الناطق باسمها عن أنها سوف تتحقق وسوف تدرس وسوف ترسل فريقا، وبانتظار ذلك كله يحق للظنون أن تذهب كل مذهب في تفسير ذلك النشاط، والمقصود نشاط ظاهرة انبعاث الدخان من باطن الأرض وكذلك نشاط الهيئة في التسويف لعمل ينبغي أن يكون جادا وسريعا. غير أن الإجراء الذي تفضل المتحدث باسم الهيئة بإعلانه لأهالي الحي والذي ينبغي أن يكتب بماء الذهب على آماق البصر كي يكون عبرة لمن اعتبر يتمثل في نص ما جاء في الخبر الذي نشرته عكاظ (وطلب من سكان الحي التقدم ببلاغ رسمي إلى الدفاع المدني أو هيئة المساحة الجيولوجية ليتم أخذ الإجراءات اللازمة حيال إرسال فرق الهيئة إلى الموقع وتسجيل البلاغ بشاهد عيان على المموقع)، والحق أن المتحدث باسم الهيئة لم يقصر في شيء بعد هذه النصيحة غير أننا كنا نتمنى لو أكد على أهالي الحي أن يضعوا ذلك البلاغ في ملف علاقي أخضر.