أشار موقع "برافدا. رو" إلى أن الدول الغربية تتهم الجمهورية العربية السورية بما زُعم من استخدام للسلاح الكيميائي. جاء في المقال: مارست روسيا والصين حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على سوريا. ولقد أيدت الوثيقة تسع دول أعضاء في مجلس الأمن، وصوتت ضدها ثلاث دول (روسيا والصين خاصة) في حين امتنعت عن التصويت ثلاث أخرى، هي (مصر، إثيوبيا، كازاخستان). وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد وصف العقوبات الجديدة على سوريا بأنها غير ملائمة. وقال إن هذا "لا يساعد، كما لم يساعد في الماضي في عملية التفاوض، بل سيعوقه أو يقوض الثقة في هذا المسار". وإن "روسيا لن تساند فرض أي عقوبات جديدة ضد سوريا"، - كما قال الزعيم الروسي. ومن الجدير بالذكر أن المحادثات الأولى بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، جرت في العاصمة الكازاخستانية أستانا، بوساطة روسيا وتركيا في نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي. وفي النتيجة، اتفقت موسكو، طهران وأنقرة على إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة الهدنة في سوريا. وكان قد أُعلن في وقت سابق، عن بدء التحضير لجولة جديدة من المفاوضات حول سوريا. وأن روسيا، تركيا وإيران ترى ألا بديل للتسوية السياسية–الدبلوماسي للأزمة في هذا البلد، ولا ترى حلا عسكريا لها. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "نحن لدينا رأي مشترك، يتلخص قبل كل شيء في ضرورة الاحترام الكامل لسيادة وسلامة ووحدة أراضي سوريا". كيف ستبنى سوريا ما بعد الحرب؟ هل ستقام دولة كردستان؟ كيف ومن سيعيد إعمار سوريا؟ حول كل ذلك، تحدث إلى الصحيفة كبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيكتور ناديين-راييفسكي. - في الماضي غالبا ما ناصبت بلداننا بعضها بعضا العداء، وخاضت فيما بينها حروبا، لا تزال آثارها ملموسة إلى اليوم. وفي مرحلة الحرب الباردة، كانت تركيا عضوا رئيسا في حلف شمال الأطلسي، بينما دعمت إيران المسلحين الأفغان، الذين حاربوا الاتحاد السوفياتي، فيما ساند الاتحاد السوفياتي العراق في حربه ضد إيران. أما اليوم، فيوجد خوف لدى تركيا من "الهلال الشيعي"، الذي تتزعمه إيران. في حين أن روسيا تخشى تقلب أفكار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولا سيما أنه سلح ودعم المعارضة السورية المسلحة. وبالنسبة إلى إيران، تقول المصادر الغربية إن حسن روحاني ذهب إلى الاتفاق تحت ضغط من فلاديمير بوتين. فهل تعدُّ دولنا حلفاء طبيعيين؟ وما هي اليوم المصالح، التي توحد هذا "الاتحاد الثلاثي"؟ في الواقع، لاحظتم بدقة أن الخصوم القدامى، وخاصة إيران وتركيا، اللتين كانت العداوة تسود بينهما على مدى مئات السنين. وكذلك الإمبراطورية الروسية أيضا التي خاضت حروبا دورية، إما مع تركيا أو مع إيران. بيد أن علاقاتنا مع إيران في العقود الأخيرة تميزت بالاستقرار. فهي في أفغانستان، دعمت إحدى المجموعات الأفغانية في غرب البلاد، على المناطق الحدودية حيث يعيش الشيعة. وكانت هذه المجموعة الثامنة من مجموعات "المجاهدين" الأفغان، أما المجموعات السبع الأخرى فكانت سنية. وكان هذا هو الشيء الوحيد الذي شارك فيه الإيرانيون، ولم يعمل هؤلاء آنذاك بنشاط ضد القوات السوفياتية. هم دافعوا عن أراضيهم وأفكارهم. والآن لديهم مشكلاتهم الحدودية مع أفغانستان ومع باكستان أيضا. أما بالنسبة إلى تركيا، فقد كانت بلدا علمانيا قبل مجيء أردوغان، الذي بدأ متحالفا مع فتح الله غولن لإعادة البلاد تدريجيا إلى سكة الاسلام المستنير والحديث. حتى أنهما وإلى حد ما قارنا أنفسهما بممثلي الحزب الديمقراطي المسيحي في ألمانيا. وحاولا أن يكونا مثلهم، وذلك عبر الحفاظ على النمط العلماني للدولة وإعادة الدين إلى الحياة والمجتمع، ولكنهما فشلا في ذلك. وفي المرحلة الأخيرة دبت الخلافات في المعسكر الإسلامي بين فتح الله غولن ورجب أردوغان. واستكمل النضال ضد الدولة العلمانية بالنضال بين هذين الاتجاهين داخل النخبة التركية، لا سيما أن لدى الاتراك فهما معقدا لمصطلح "الاسلام الحديث" في إطار منصتهم الايديولوجية ـ الدينية. وعلى أي حال، إنه ليس نوعا من أنواع الاسلام المتشدد مثل الوهابية في المملكة السعودية، أو السلفية المعاصرة والمنتشرة في بلدان مختلفة بما فيها بلدنا، أما بشأن الإيرانيين فهم أقل عدوانية من الاتراك تجاه غير المسلمين، - كما قال الخبير. هذا، وقد تعب الشعب السوري من إراقة الدماء. وكما نشر هذا "الموقع" في وقت سابق، فإن هذه الحرب يمكن إنهاؤها في يوم واحد. وحان الوقت لوقفها. وقد تمكنت روسيا، تركيا وإيران من تهيئة الظروف الخارجية و(حتى جزئيا - الداخلية) من أجل الحوار الوطني ونجاح عملية المصالحة الوطنية.