- كرّست قمة مجموعة العشرين التي اختُتمت أمس في مدينة بريزبن الأسترالية، تباعداً متزايداً بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة الغرب، على خلفية الأزمة الأوكرانية، يهدد موسكو بعزلة أكبر (للمزيد). وكان بوتين أول زعيم يغادر بريزبن أمس، فيما كان زملاؤه يشاركون في غداء رسمي، قبل إصدار بيان عن القمة. وفي غياب الرئيس الروسي، عقد قادة غربيون، بينهم الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، اجتماعاً ناقش النزاع في أوكرانيا ودعم موسكو الانفصاليين. وبرّر بوتين إسراعه في الرحيل، بطول رحلة العودة إلى روسيا وحاجته للنوم قبل «استئنافه العمل» اليوم. وأشاد الرئيس الروسي بمستضيف القمة، رئيس الوزراء الأسترالي توني آبوت، لتأمينه أجواء «لطيفة»، مشيراً إلى أن الأخير كان «متفهماً جداً» لمغادرته باكراً، علماً أن آبوت قال إن حديثهما عن أوكرانيا كان «عنيفاً جداً». ولفت بوتين إلى أن موضوع أوكرانيا لم يُناقَش إطلاقاً خلال المحادثات الرسمية للقمة، بل في كل لقاء عقده على هامشها، وتابع: «أعتقد بأننا نجحنا في التفاهم في شكل أفضل مع زملائنا، وفي فهم دوافع روسيا». وتحدث عن «آفاق لتسوية الوضع» في أوكرانيا، معتبراً أن قرار كييف قطع التمويل عن الشرق الانفصالي «خطأ كبير». في المقابل، ذكر أوباما أنه أجرى على هامش القمة محادثات «جافة» مع بوتين، وزاد: «نفضل روسيا مرتبطة في شكل كامل بالاقتصاد الدولي، لكننا متمسكون بضرورة الالتزام بالمبادئ الدولية الأساسية، وبينها ألا تغزو دولة دولة أخرى، أو تموّل وكلاء أو تساندهم بوسائل تؤدي إلى تفكّك دولة لديها آليات لانتخابات ديموقراطية». وأشار إلى درس «آليات ممارسة مزيد من الضغوط، إذا دعت الضرورة»، ملوحاً بعزلة مديدة لروسيا «إذا تابعت انتهاك القانون الدولي» في أوكرانيا. وأصدر أوباما وآبوت ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بياناً بعد اجتماع ثلاثي، أفاد بـ «تصميمٍ على معارضة ضم روسيا المزعوم شبه جزيرة القرم، وتحركاتها لزعزعة استقرار شرق أوكرانيا». أما كامرون فاعتبر أن القمة «وجّهت رسالة واضحة جداً نقلتها دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى روسيا»، مضيفاً أن بوتين «يمكنه أن يرى أنه يقف عند مفترق طرق، وإذا تابع زعزعة استقرار أوكرانيا، سيكون هناك مزيد من العقوبات ومزيد من التدابير». على صعيد آخر، دعا أوباما وآبوت وآبي إلى «تسوية سلمية» للنزاعات الحدودية البحرية في آسيا، خصوصاً بين الصين ودول مجاورة، «وفق القانون الدولي» وعبر «آليات قانونية مثل التحكيم». وأكد القادة الثلاثة «أهمية الالتزام الأميركي الكامل في منطقة آسيا - المحيط الهادئ»، مشدّدين على «صلابة التعاون الإقليمي» بين دولهم من أجل «القضاء على التهديد النووي الكوري الشمالي».