نجح فريق علماء امريكي في تطوير حاسوب أصغر وأسرع وأكثر ترشيدا للطاقة من أجهزة الكمبيوتر المعروفة حاليا وذلك باستخدام أنابيب كربونية نانونية لأول مرة في تاريخ صناعة أجهزة الحاسوب. وقال فريق الباحثين تحت إشراف ماكس شولكار من جامعة سانفورد بكاليفورنيا في دراستهم التي نشرت اليوم الأربعاء في مجلة "نيتشر" البريطانية إن استخدام الرقاقات الإلكترونية الدقيقة الحجم التي تصنع من مادة الكربون سيحقق نقلة هائلة مقارنة بالرقاقات الحالية التي تصنع باستخدام السيليكون. ويرى بعض الخبراء أن هذه الرقاقات الكربونية ستفتح الباب أمام حقبة جديدة لصناعة الحاسوب يحل فيها الكربون محل السيليكون. ويحاول علماء منذ نحو 15 عاما على مستوى العالم استخدام الكربون في الصناعات الإلكترونية الجديدة ولكنهم لم ينجحوا حتى الآن سوى في صناعة أجزاء إلكترونية قليلة وذلك لأسباب مختلفة من بينها أن الأنابيب النانونية الكربونية لا تكون في نفس الصلابة المطلوبة لصناعة رقاقة إلكترونية "ولكننا نبين في هذه الدراسة أنه من الممكن التغلب على هذه المشكلة ونقدم أول كمبيوتر يصنع بشكل كامل من أجهزة الترانزستور المصنوعة من الأنابيب الكربونية النانونية" حسبما أوضح الباحثون. وأشار الباحثون إلى أن جهازهم نجح في تنفيذ 20 أمرا معتادا بدون أخطاء. ويحتوي الجهاز الجديد على 178 ترانزستور يتكون الواحد منها من 10 إلى 200 أنبوبة كربونية نانونية. وتسع الرقاقة العادية لخمسة من هذه الحواسيب الدقيقة، ولكن الكمبيوتر الجديد المصنوع من الكربون لا يزال أقل كفاءة من الكمبيوتر المصنوع من السيليكون لأنه يحسب وبقوة واحد بايت وينفذ أمرا واحدا فقط في حين أن أجهزة الحاسوب الحالية تعمل بـ 64 بايت ويمكنها تنفيذ عدة أوامر في وقت واحد.