** مرت حتى الآن حوالي عشرين يوما من شهر رمضان الكريم، وما زالت معظم القنوات التلفزيونية تبث برامجها ومسلسلاتها بكثافة منقطعة النظير، لكن في المحصلة النهائية تجد أن معظمها برامج يغلب عليها الجانب التجاري التهريجي الذي تخرج منه بدون فائدة تذكر، إن لم تكن في أغلبها عبارة عن مسلسلات وبرامج تخاطب العين فقط ويغلب على معظمها التهريج ومخاطبة الغرائز. ** ومنذ أن أصبح العالم قرية صغيرة بواسطة وسائل الاتصال والقنوات التلفزيونية لها الحصة الأولى في البث الفضائي، إلا أن الحصيلة النهائية إشغال الصغار والكبار عن البحث عن الجيد بتلك البرامج التافهة التي تخرج منها في النهاية بدون شيء يخاطب العقل، وإنما كلها تهريج في تهريج لو كنت صاحب قرار لأقفلتها كلها ورميت بالريموت كنترول جانبا وتفرغت لما هو أهم كالقراءة الجادة واحتواء أفراد الأسرة في جلستهم مجتمعة بدل هذا الصندوق السحري الذي علم الصغار بعض العادات السيئة وعلم الكبار الاتجاه إلى عالم الاستهلاك الذي ينفض جيب رب الأسرة نفضا بمواد استهلاكية مضرة أكثر مما هي نافعة لدرجة أن بعض الأسر غير القادرة على مجاراة هذه الآفة الاستهلاكية تضطر إلى النظرة إلى أبناء الجيران القادرين بالحسد والغيرة. ** وقد يمارس المجتمع العربي بواسطة هذه القنوات بعض العادات والتقاليد التي طرأت على الأسر العربية، بحيث أصبح لكل فرد في المنزل جهاز تلفزيون مستقل بذاته وبلاك بيري لا يفلته من يده إلا عند النوم. ** إن ما جاءنا من خلال هذا الفضاء من عادات سيئة جعلت كل أب وكل أم في عالم آخر بعيدا عن مراقبة حياة الصغار التي أصبحت حياتهم نوعا من أنواع التحدث عن المسلسلات الهايفة ذات اللغة الجنسية بكل صوت عال لدرجة أقول في النهاية إن معظم ما يبث من خلال الفضاء قد أفسد عقول الصغار والكبار بصرف النظر عن مساهمته الفعالة في ازدياد عدد الجرائم والكوارث والمسيرات الحاشدة التي يطلق عليها الربيع العربي، والتي حولت بعض الشعوب إلى مسيرات حاشدة كالذي يحدث الآن في مصر وسوريا وليبيا والعراق وتونس جعلها الله بعيدة عن بلدنا الذي يحوط به الأمن والأمان إنه سميع مجيب.