ذكرت في مقالة سابقة «احذروا التعميم» بأنه لا يجوز أن نتهم الجملة بما يفعله القلة، ولكن لا حياة لمن تنادي، ما زالت الاتهامات تتساقط على المرأة كالمطر في الدائرة الاستوائية. ونأسف عندما تكون تلك الاتهامات صادرة من أصحاب العقول النيرة الذين نعتبرهم قدوة لنا ونفتخر بوجودهم في مجتمعنا. لماذا تلك الإساءة للمرأة والنظرة الدونية لها والتحقير من شأنها؟ أهي غيرة متأصلة في الرجل تجاه المرأة التي أصبحت تنافسه في العديد من المجالات بالرغم من مسئولياتها المتعددة تجاه أسرتها وعملها، وسعيها للتميز على كافة الأصعدة؟، والأدلة دامغة: فبعضهن يأتين العمل قبل بدء الدوام وبعد أن أوصلن أبناءهن المدارس بأبسط صورهن لا وقت للتبرج ولا التباهي ولا الاستعراض، قابعات بمكاتبهن من بداية الدوام، وبعض الرجال دوامه لم يحن بعد والناس في طابور الانتظار لحضور سيادته من منزله ليتكرم على المراجعين بمتابعة أمورهم، والأسوأ عندما يصل ويقول: النظام عطلان «السستم داون». أنا لست ضد الرجل فالمرأة والرجل يكملان بعضهما البعض، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (إنَّما النساء شقائق الرجال)، وفي كل منهما الجيد والرديء؛ أنا ضد الكلام الذي يمس العموم وليس بمكانه. عندما رُشحت المرأة لمجلس الشورى ظهر على جميع وسائل التواصل الاجتماعي ما يسيء لها بطريقة أو بأخرى من كلام وصور كاريكاتيرية منها: حملها لأوعية الطعام أثناء دخولها قاعة الاجتماع، وأصطحابها لأطفالها الرضع.. الخ، والآن تتهم من قبل أحد الكتّاب المفكرين بالسطحية وصغر العقل وحبها للشكليات والأزياء والتجميل لتخفي عيوبها، والسوالف «الحش»، ولسانها يعمل بطاقة حصانين أو عدة أحصنة، وقيل فيها أسوأ ما يمكن أن أقرأه في مقالة تسيء للمرأة العاملة وهي «أختي الموظفة عذراً هنا مكتب للعمل وليس مجلساً للحش»، أمور دقيقة لا تحدث في وقتنا الحاضر ولا في أوهن المجالس النسائية، فكيف بالمجالس العملية والعلمية لفئات مفكرة ومبدعة وفعالة شملها الكاتب في مقاله المعممة بتفاصيل بشعة أستغرب كيف ألم بها!! وسأختم بجملة ذكرها الكاتب في مقاله «المرأة هي المرأة مهما تعلمت ومهما عملت» لأقول نعم المرأة هي المرأة مهما تعلمت وعملت وتولت أعلى المناصب تبقى بتواضعها واخلاصها وحبها للعمل ومخافة ربها في إنجاز ما يسند إليها، وعوضنا الله خيراً، فنحن في النهاية نعمل لخدمة الوطن آملين أن يجعلها الله في ميزان حسناتنا يوم القيامة. قال تعالى في كتابه الكريم «ياأيُّها الَّذين آمنوا اجتنِبُوا كثيراً من الظَّنِّ إنَّ بعضَ الظَّنِّ إثمٌ ولا تَجسَّسوا ولا يغْتَبْ بعْضُكُم بعضاً أيُحِبُّ أحدُكُمْ أن يأكلَ لحمَ أخيهِ مَيْتاً فكرهْتُمُوهُ واتَّقوا الله إنَّ الله توَّابٌ رحيمٌ».