×
محافظة الرياض

بلدية السليل تهدي الأهالي أكبر وأول منتزه بالمحافظة

صورة الخبر

من هو الذي أوحي إليه أن التطور المستمر على اختلاف صوره وأشكاله سمةٌ من سمات الكائنات الحية على مرّ العصور والدهور فغيرَّ وبدَّل ووضع الأسس للتجديد الدائم لكل حركة؟.. إنه نبي هذه الأمة سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلّم، الذي قضى على جذور الشرك وعبادة الأوثان والأشخاص ودعا إلى توحيد الله الخالص.. وأرشد الناس إلى سبل التعارف بين الشعوب وحث على التعاون والتقدم في كل مجال وميدان.. وأرسى قواعد التجديد والتصحيح بقوله الكريم: «إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها». إن عبارة (مَنْ يجدد لها دينها) ليست مقصورة على شخص واحد، كما أنها لا تختص بشريحة الفقهاء وحدهم.. بل تشمل غيرهم من المفكرين والحكام العادلين ورجال السياسة والاقتصاد والعلماء المبرّزين ولا نستثني فضليات النساء العالمات العاملات، وما أكثرهن في المسلمين. هذه واحدة، أما التجديد فمعناه الظاهر الساطع هو جعل الشيء جديداً، وتجديد الدين بهذا المفهوم جعله مناسباً لظروف الحياة المتبدلة وملائماً لها.. والتجديد لا يكون تلقائياً بل ينهض بمسؤوليته مصلحون مخلصون، يصنعون بفكرهم الإنساني المبدع التغيير والتجديد فيتحقق صلاح الأمة وتقدمها. من الناس من يتفاعل مع الحدث فيتحرك ويسعى إلى التطور وإلى الأخذ بمبدأ المصالح المرسلة.. والقسم الآخر يتقوقع على نفسه ويعكف على القديم، ويمقت كل تجديد ويقاومه باعتباره بدعة وانحرافاً.. فوقعت النزاعات العنيفة، ولقي أرباب التجديد بذلك السبب كل عنت ومشقة. حمزة السالم صوت مهم يمتح من بحر معرفة.. ذو رأي يستند إلى تجربة وممارسة.. وأهمية ما يقوله أنه لا يصدر من مبدأ «لا أريكم إلا ما أرى».. فهو يقول كلاماً مختلفاً.. الرأي فيه ليس جديداً بل مسكوت عنه.. وأساليب الرد على نقاشه التي ظهرت في هذه الجريدة أو على صفحات الشبكة الإلكترونية يطغى عليها صوت التهديد والتأليب والقمع.. وإذا كان المجدد الأعظم ما احتكر التجديد ولا أغلق بابه.. فما بال هؤلاء يحتكرون التجديد ويغلقون بابه؟!. الإعلام ليس وسيلة إنكار بل ساحة حوار.. ومن العدل أن ندعوه إلى أن يكون كذلك.. فنحن اليوم في أمس الحاجة إلى العقول المفكرة القادرة على التعبير والجريئة في الطرح.. فهي بمثابة منارات هدى تشير إلى مواضع الصخور والشعاب المرجانية التي قد تغرق سفينة المجتمع إذا اصطدمت بها رغم جمال أشكالها. يجب احتضان الدكتور حمزة السالم ونقاش فكرته لا حربه والتأليب عليه وإخافته لإسكاته. الدكتور: حمزة السالم.. الله معك.