×
محافظة المنطقة الشرقية

الشمراني يكتب: نصر عالمي وهلال محلي!

صورة الخبر

فهد العتيبي- سبق- الطائف: حوّل مُسنان الأرصفة المُحيطة بجامع العباس بمحافظة الطائف، إلى مقر لنومهما والافتراش منذُ أشهر عدة، فيما طالب أهالي المنطقة الجهات المسؤولة بمساعدتهما. واستبشر المسنان وفرحا كثيراً عندما أقبلنا عليهما برفقة أحد المواطنين من فاعلي الخير، والذي أرشدنا إليهما، وعندما وقفنا أمام أحدهما، قال: أخيراً اهتم أحد بي! أين كنتم من زمان عني، فأنا محتاج لمن يسمعني؟!. استوقفنا أولاً المواطن ع. ع. ز. في الستينيات من عمره، فتارةً ينام على رصيف يقع في الناحية الشرقية لجامع العباس بالطائف، وتارةً نجده عند بوابة الجامع، وتارةً في الرصيف المقابل لموقف مكة المواجه للجامع، حينها دخلت معه في حديث وبرفقتي المواطن فيصل الثبيتي، والذي أرشدني إليه، حيث بدأت أقترب منه، فابتسم لي، ثم بادلته الحديث، وعرفته بنفسي، وبدوره هو الآخر عرفني بنفسه. وسألته: ما الذي أتى بك يا عم إلى هنا؟ ولماذا تنام على الرصيف؟ فكان جوابه لي والدمعة تختلط بتجاعيد وجهه: طلقت زوجتي لخلافات بيننا، وخسرت أبنائي الأربعة، والذين أخذتهم أمهم بمساعدة أشقائها، وانتقلوا للسكن في مكة، ونسوني حيث لم أر أحداً منهم، وأنا الآن تائه، وفضلت أن أكون في هذا المكان، حيث إن الناس يساعدونني وهم من أشفق عليّ، فجزاهم الله خيراً، يقدمون الأكل لي، خصوصاً المطاعم القريبة من الجامع. سألته: ولماذا وقع الطلاق ونشبت الخلافات التي دمرت أسرتك؟ فأجاب: لم أعد أستطيع تحمل مصروف الأسرة، حيث كنت أتسلم مبلغ 800 ريال من الضمان الاجتماعي، ولا أدري هل آكل بها أم أشتري بها العلاج؟ فأنا أعاني من أمراض الضغط، والسكر، وبعض الأمراض الأخرى. ذلك المُسن اليائس كان يملك ثوبين فقط يلبسهما من دون أن يغسلا، بخلاف فراشه وغطائه أثناء نومه على الأرصفة المحيطة بالجامع. وبعد مغادرتنا إياه، شاهدنا مُسناً آخر في الخمسينيات، هو الآخر يتخذ الأرصفة مقراً لنومه، وعلمنا أن اسمه خ. م. (57 عاماً) حيث يفضل النوم على بوابات الجامع في الليل، ويعاني من شلل في إحدى يديه، فيما ينتظر الأكل من المطاعم المجاورة للجامع، التي تُقدمه له مجاناً بشكل يومي. استوقفناه للحديث معه، بعد أن عرفناه بأنفسنا، وقال: لا أحد يسأل عني، وليس لي من يهتم بي!، بعدها دمعت عيناه حُزناً وبكاءً على حاله التي هو فيها، وطلب انتشاله من المكان الذي أصبح بيته وهو الرصيف، ورفع صوته قائلاً: ساعدوني فأنا تعبان!!. هذا المشهد يكاد يكون دائماً، حتى ألف الناس رؤيتهما يفترشان الأرصفة وينامان عليها، في الوقت الذي تساءل فيه الأهالي عن غياب الجهات المسؤولة عن مثل هذه الحالات، ورفعها من الموقع، لحين البدء في مساعدتهما، وإبعادهما عن الأرصفة.