×
محافظة مكة المكرمة

صاعقة رعدية تقتل شخصاً في جدة

صورة الخبر

للأسف لم ينل قرار الحكومة السويدية بالاعتراف بدولة فلسطين حقه في الإعلام العربي. تم نشر الخبر بشكل روتيني ودون أية مظاهر للاحتفاء والترحيب، كأنه خبر عادي، بل وأقل أهمية من الطراز الجديد من سيارات «فولفو» السويدية الشهيرة! العالم مشغول بداعش، ولا داعي للتشويش على حملة مكافحة الإرهاب بخبر يزعج الولايات المتحدة وإسرائيل حتى لو وصفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقرار «التاريخي». كان رد فعل تل أبيب الأول استدعاء سفيرها في ستوكهولم. لكن رئيس وزراء السويد ستيفان لوفين سارع إلى الإعلان أن بلاده لن تتراجع عن اعترافها بدولة فلسطين «بهدف المساواة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من الناحية القانونية لإنجاح أي مفاوضات سياسية». لا أستطيع أن أصدق أن العرب وإعلامهم احتفلوا بفوز الشاب الفلسطيني محمد عساف بلقب برنامج «آراب آيدول» الغنائي أضعافاً مضاعفة لرد فعلهم على اعتراف السويد بفلسطين! نسينا أن الشعب الفلسطيني قدم ملايين الشهداء طوال أكثر من سبعين عاماً قبل وبعد قيام دولة الكيان الصهيوني لاستعادة اعتراف العالم بحق الفلسطينيين الإنساني والأخلاقي والقانوني في بعث دولتهم الموؤودة وتقرير مصيرهم مثل أي شعب حي آخر. وحين أقدمت السويد على قرارها التاريخي أدرنا ظهورنا وكأن شيئاً لم يحدث! بل إن اهتمامنا باعتراف العالم بدولة جنوب السودان كان لافتاً للأنظار وكأننا أصحاب الفرح! بينما نكاد أن نُقيم مجالس عزاء لاستقبال المعزين بإعتراف السويد بفلسطين! كنا نقول عن أنفسنا كعراقيين إننا شعب يبحث عن مجلس عزاء ليشبع فيه لطماً على المرحوم، حتى وإن كان لا يعرفه! وللأشقاء المصريين، وربما جميع الأشقاء، مَثَلٌ يقول: «عايز جنازة ويلطم فيها». لقد هنأ عدد من القادة العرب الرئيس محمود عباس بالقرار السويدي، وكنا نتوقع أن يتزاحم «المحللون الإستراتيجيون» في القنوات التلفزيونية لتحليل القرار السويدي وردود فعله واحتمالاته وتأثيراته على مستقبل القضية الفلسطينية، لكن الزملاء كانوا مشغولين بقرية «كوباني» السورية وقرب تحريرها من داعش! ما المانع في أن تَقُرّ عين الكرد بتحرير «عين العرب»؟ ألم يكن مناسباً وواجباً أن يقوم الأمين العام لجامعة الدول العربية بزيارة ستوكهولم وتقديم الشكر والتقدير لحكومة السويد على قرارها الشجاع وتحديها للضغوط الأمريكية والصهيونية؟ وقبل ذلك ألم يكن مناسباً وواجباً وجهاداً أن يقوم الرئيس الفلسطيني بزيارة السويد للإعراب عن عرفان شعب فلسطين العربي للموقف السويدي المناصر للحق والعدل والشرعية الدولية؟ أم إننا اعتدنا على بيانات الشجب والاستنكار والتنديد، ولم نعد نجيد غير هذه «السياسة» التي لم نكسب من ورائها خيراً لا في الدنيا ولا في الآخرة؟ أهمية القرار الذي اتخذته حكومة الاشتراكيين الديمقراطيين في السويد بالاعتراف بدولة فلسطين أن السويد تحتل المركز الأول في العالم في مؤشر «الإيكونومست» للديمقراطية، واعترافها بفلسطين يفرق كثيراً عن اعتراف الرئيس الأوغندي المستبد عيدي أمين بمنظمة التحرير الفلسطينية في السبعينيات من القرن الماضي. شتان بين هذا وذاك. نحن نفخر كثيراً بحضارة السبعة آلاف سنة في مصر القديمة والعراق القديم. لكننا نجهل أن تاريخ السويد بدأ في فترة ما قبل التاريخ المدون منذ 12 ألف عام قبل الميلاد في آواخر العصر الحجري! كل ما نعرفه هو أن السويد هي بلاد «الفايكنغ» الذين شاهدناهم في أفلام هوليوود عن قراصنة البحار في الفترة ما بين القرنين الثامن والحادي عشر الميلاديين، وقد وصلوا في تلك السنوات البعيدة إلى بغداد. وإذا كان كل رجل في اليمن السعيد يحمل خنجراً فإن كل رجل سويدي في ذلك الزمان كان يحمل فأساً وسيفاً وسكيناً! وهذه المعلومة مهمة جداً هذه الأيام بعد أن بدأت طلائع اللاجئين اليمنيين تصل إلى السويد وسط ترحيب ودبكات أشقائهم اللاجئين العراقيين والسوريين واللبنانيين والفلسطينيين والسودانيين والليبيين! كلنا في اللجوء عرب.. وعاشت السويد حرة مستقلة.