لاتزال أحداث «سنة الطبعة» عالقةً في أذهان الشرقاوية؛ يستلهم منها الفنانون عديداً من التفاصيل التي تكشف حجم مأساةٍ تعرضت لها المراكب والسفن بعد أن فُقِدَت في عرض مياه الخليج في حقبة زمنية قديمة سبقت ظهور النفط. وقدَّم مهرجان الساحل الشرقي الثالث لجمهوره رواية متكاملة الأركان تجسد هذه المأساة في صورة عرض فني أعده وأخرجه الفنان راشد الورثان وقدَّمه في ساحةٍ مفتوحة مستعيناً بسفينة. ويعتمد العرض على نقل نفس وقائع «سنة الطبعة» لتتعرف الأجيال الجديدة عن قرب على ما وقع آنذاك (قبل نحو 9 عقود) في عرض الخليج للمراكب والسفن التي فُقِدَت وما حلَّ بالبحارة من أهوال. وتقول الرواية التي تبنَّاها العرض الفني إن الدنيا أظلمت، وانقلبت النجوم للسواد، وتعالت أصوات الرعد، وهبت عاصفة وأمطار غزيرة، وثار البحر على إثره وتلاطمت أمواجه وتطايرت المحامل والسفن، وتصادمت مع بعضها ولم يُسمَع سوى أصوات البحارة يستغيثون بالله، وأصوات تكسر الألواح وتشقق الأشرعة وتلاطم الأمواج حتى غرقت السفن والمراكب بمن فيها. ويتناقل بعض الناجين، بحسب العرض، أنه في اليوم الثاني طلعت الشمس وظهر سطح البحر، وقد غطَّته جثث البحارة ومراكب وسفن مدمرة، ولم يبقَ سوى الصناديق والملابس تحكي الكارثة. وقُدِّرَ عدد من فقِدوا في عرض الخليج آنذاك بحوالي سبعة آلاف شخص. رواية متكاملة تُعيد إلى الأذهان مشاهد «سنة الطبعة» الدمام محمد خياط لاتزال أحداث «سنة الطبعة» عالقة في الأذهان، ويستلهم منها الفنانون عديداً من الأحداث التي تكشف حجم المأساة التي تعرضت لها المراكب والسفن بعد أن فُقدت في عرض البحر في حقبة زمنية قديمة. وقدم مهرجان الساحل الشرقي الثالث لجمهوره رواية متكاملة الأركان تحكي وقائع هذه المأساة، وهي الحقبة التي سبقت زمن النفط، والرواية التي قام بإعدادها وإخراجها الفنان راشد الورثان قدمت في ساحة مفتوحة وسفينة بأشرعتها أرجعت المشهد ذاته بكل تفاصيله. ونجحت الرواية في نقل نفس وقائع «سنة الطبعة» لتكون شاخصة للأبناء للتعرف عن قرب على حياة الآباء والأجداد في الماضي، وما وقع فيها في عرض الخليج للمراكب والسفن التي فُقدت والبحارة وما حل بهم؛ حيث لا تزال تلك السنة مطبوعة في ذاكرة النواخذة والبحارة في منطقة الخليج، ولم تخل بيوت الخليج في تلك الحقبة من الكارثة، التي ثبت أنها حدثت قبل أكثر من تسعين سنة، وعندما كان بعض البحارة يتجاذبون أطراف الحديث وفيما غلب النعاس الباقي، كانت فيما يسمى «القفال»، وتطلق الكلمة «على موعد نهاية موسم الغوص ومعناها العودة»، وكانوا في مغاص يقال له «الديبل» والمحامل متوزعة على الهيرة «جمع هير يعني مكان تجمع اللؤلؤ». وتقول الرواية إن الدنيا أظلمت وانقلبت النجوم للسواد، وتعالت أصوت الرعد، وهبت عاصفة وأمطار غزيرة، وثار البحر على إثره وتلاطمت أمواجه وتطايرت المحامل والسفن، وتصادمت مع بعضها ولم يسمع سوى أصوات البحارة يستغيثون بالله، وأصوات تكسر الألواح وتشقق الأشرعة وتلاطم الأمواج، والناس تكبر وتهلل «يا كريم يا كريم يا منجي يا الله يا الله، سلمنا يا الله يا منجي». وغرقت السفن والمراكب بمن فيها، ويقول بعض الناجين بحسب الرواية إنه في اليوم الثاني طلعت الشمس وظهر سطح البحر، وقد غُطي بجثث البحارة التي تطفو وتكسرت المراكب والسفن، ولم يبقَ سوى الصناديق والملابس تحكي المأساة. وأظهرت الرواية أن من مآسي «سنة الطبعة» أن عدداً من البحارة نزحوا بسبب الموج المتلاطم إلى دول قريبة من الخليج، وتفرقت عوائل ولم يلتم شملهم إلا بعد عشرات السنين، وبعضهم فقد الذاكرة من هول الصدمة، وقدرت الأحداث بأن عدد من فُقدوا في عرض الخليج على مستوى دول الخليج حوالي سبعة آلاف شخص.