غريب أمر بعض أبناء الخليج العربي من الرياضيين الذين يطالبون بإلغاء دورة الخليج العربي لكرة القدم، ومصدر الغرابة يبدأ كون الدورة وصلت لأشد العمر ومرحلة النضج الأربعيني والمنطق يقول إنها بعد هذا العمر يجب أن تحترم وتوقر فيكفي أنها اختلفت عن غالب شؤون حياتنا فهي كانت سائرة بالترتيب والموالاة فلم تتأجل ولم تلغ ولم يشوبها شائبة بل قربت بين الشعوب ولاحمت بين العوائل والأسر وساهمت في تقوية روابط المحبة وصلة الأرحام صحيح أنها فنياً لم تعد ذات نفع كبير، وصحيح أنها مصدر قلق كبير لجدولة المنافسات والاستحقاقات لكل دولة على حدة لكن مثل هذه المعضلات يمكن حلها من خلال جعلها كل ثلاث سنوات مثلاً أو أربع ثم بالإمكان إضافة منتخبات أخرى للمشاركة كضيوف شرف ليسوا على الدوام فدعوة منتخب مصر مثلاً للمشاركة في الدورة القادمة ستساعد على نقل مساحتها الجغرافية وفي اتساع رقعة الاهتمام بها بل وبالحضور الجماهيري للمباريات اليوم تنطلق دورة الخليج في نسختها الثانية والعشرين وتعود لرياض المحبة وعاصمة العرب للمرة الرابعة بتشريف ورعاية من الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد في حفل افتتاح بمثابة الكرنفال سيحتضنه درة الملاعب وعقب حفل الافتتاح ستنطلق الدورة التي سيحضرها قادة كرة القدم في العالم يتقدمهم جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وبحضور ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالإضافة إلى شخصيات هامة لا يسع المجال لذكرهم. مباراة الافتتاح ستجمع المنتخب السعودي بالمنتخب القطري وعلى الورق هما من المنتخبات المرشحة بناء على مستوياتهم الأخيرة قبل الدورة بل لا غرابة إن قلت هما الأكثر ترشيحا وتميزا في الفترة الحالية وعلى الورق أيضا تميل كفة الأفضلية للمنتخب الأخضر المدعم بخاصيتي الأرض والجمهور وهاتان خاصيتان مؤثرتان في مجال الكرة المستديرة البيضاء والمتوقع أيضا تأهلهما عن مجموعتهما الأولى بغض النظر عن نتيجة المباراة الافتتاحية ومن محاسن الصدف أن آخر مباراة في دورة الخليج في الرياض كانت على الدورة وجمعت الأخضر السعودي بالعنابي القطري وكانت المباراة الختامية وهذا المساء يتكرر نفس المشهد وربما تتكرر نفس الثلاثية علما بأنني مازلت عند توقعي بأن الافتتاح عبارة عن (رتويت) للختام. الهاء الرابعة لعمرك ما شيء من العيش كله أقر لعيني من صديـق موافقِ وكل صديق ليس في الله وُدُّه فإني بـه في وُدّه غـير واثـقِ صفيِّي من الإخوان كلُّ موافقٍ صبورٍ على ما نابَ عند الحقائقِ