مسقط – أ ب، رويترز، أ ف ب - بدا أن عدم تحقيق اختراق في محادثات مسقط بين إيران والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، «أجّل» حسم المفاوضات بين طهران والدول الست المعنية بملفها النووي، إلى مساومات الساعات الأخيرة بحلول 24 الشهر الجاري. وفيما أجرت إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في سلطنة عُمان أمس، محادثات على مستوى مساعدي وزراء الخارجية وخبراء، أبرمت طهران وموسكو عقداً لتشييد مفاعلين نوويّين في محطة «بوشهر» التي أشرف الروس على بنائها وبدأ تشغيلها عام 2013. توقيع العقد كان متوقعاً منذ فترة طويلة، لكن أهميته رمزية، إذ يؤشر إلى إصرار طهران على متابعة برنامجها النووي، خصوصاً أن العقد مع موسكو يتيح تشييد 6 مفاعلات أخرى، علماً أن إيران أعلنت عزمها على تشييد ما لا يقلّ عن 20 مفاعلاً ذرياً. وتحدث رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي بعد إبرامه العقد، عن «نقطة تحوّل في تطوير العلاقات» بين موسكو وطهران. محادثات مسقط أمس تلت يومين من مفاوضات ماراثونية دامت يومين، أجراها وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأميركي جون كيري وممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وسُئل ظريف هل حققت اللقاءات تقدّماً، فأجاب الصحافيين: «عليكم الانتظار حتى الأسبوع المقبل»، في إشارة إلى مفاوضات المرحلة الأخيرة التي تبدأ في 18 الشهر الجاري. واعتبر عباس عراقجي، نائب ظريف، أن «محادثات مسقط تختلف عن سابقاتها في أنها تركّز على حلول». وأشار إلى «قضيتين محوريتين، أولهما كيفية رفع العقوبات (المفروضة على إيران)، والثانية حجم تخصيب اليورانيوم والقضايا ذات الصلة. هناك اقتراحات وأفكار، لدى الجانبين قلق واعتراضات إزاءها». وتابع: «لن نترك طاولة المفاوضات حتى اللحظة الأخيرة، ونرى إمكان التوصل إلى تفاهم قبل 24 الشهر الجاري، أو على الأقل إلى تسوية الخطوط العريضة للقضايا الأساسية». وقالت مصادر ديبلوماسية إن كيري حمل «اقتراحات بنّاءة» في شأن رفع العقوبات المفروضة على طهران، ليتشاور حولها مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في بكين. وذكر مسؤول في الخارجية الأميركية أن كيري سيُطلع أوباما ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس على نتائج محادثاته مع ظريف، لافتاً إلى أن أموراً «كثيرة ستُحدّد هناك، في شأن خطوات لاحقة بالنسبة إلينا». وفي طريقه إلى بكين، تحدث كيري هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. لكن الأخير اعتبر أن إيران ما زالت «غير نادمة» و «لا يمكن إصلاحها»، محذراً الغرب من «تعجّل التوصل لاتفاق يتيح لها تسريع خطواتها لصنع قنبلة» نووية. وأعرب سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، عن «تفاؤل نسبي» بإمكان إبرام اتفاق، مستدركاً أن «الأطراف ليسوا قادرين على بناء جسور للتغلّب على الفجوات العميقة حول قضايا مثل التخصيب والعقوبات». وأضاف: «هناك فرصة، ولا سبب لأن نكون سلبيين أو متشائمين». ودعا أطراف المفاوضات إلى «عدم قتل فرص» التوصل لاتفاق. في غضون ذلك، وقّع صالحي وسيرغي كيريينكو، رئيس المنظمة الروسية للطاقة الذرية (روس آتوم)، عقداً لتشييد مفاعلين في محطة «بوشهر»، مع إمكان تشييد مفاعلين آخرين في الموقع، وأربعة في أماكن غير محددة. وأشارت «روس آتوم» إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستشرف على تشييد المفاعلات الجديدة في إيران، كما ينص بروتوكول التعاون بين البلدين على أن تزوّد موسكو طهران وقوداً يُستخدم في تشغيل المفاعلات، ثم تستعيده لاحقاً لإعادة معالجته. لكن الجانبين يعتزمان «درس احتمال إنتاج بعض عناصر الوقود النووي، في إيران». وحرص كيريينكو على تأكيد أن الطرفين لم يتطرّقا إلى مسألة إعادة اليورانيوم الإيراني المخصب إلى روسيا، وهذه فكرة تردّد أنها مطروحة خلال المفاوضات «النووية».