أكد عدد من المهتمين بالعمل الخيري والزائرين لمهرجان ومعرض الأسر المنتجة الثاني في منطقة حائل، أن تواصل مثل هذه الفعاليات أو توفير موقع دائم لممارسة هذه الأسر نشاطها سيحميها من العوز ويقلل من نسب البطالة، كما سيحفظ بعض المهن والحرف القديمة من الاندثار. وأبدوا إعجابهم بنوعية المنتجات التي قدمتها الأسر على مدى ثلاثة أيام في موقع المهرجان في متنزه المغواة، مشيرين إلى أن فكرة المهرجان أسهمت في إيجاد فرصة استثمارية اقتصادية حقيقية للمشاركين، مكنتهم من جني أرباح على خلفية بيع منتجاتهم. ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، أرجع الحضور الفضل في ذلك إلى جمعية "أجا النسائية الخيرية" في منطقة حائل، التي أطلقت هذه الفعالية العام الفائت، ولا تزال تتبناها وترعاها باهتمام، حيث انعكس على المجتمع بشكلٍ عام، من خلال الحضور الكبير الذي يشهده موقع هذه التظاهرة الاجتماعية الفريدة من نوعها على مستوى المنطقة، لافتين إلى أن المهرجان ساعد في تنمية المهارات والقدرات الفردية والجماعية، وصاغ أسلوباً جديداً للتكافل الاجتماعي، الذي يلمسه الزائر لمتنزه المغواة فور تجوله بين محال الأسر ووسط الجلسات العائلية التي هيأها المنظمون. واشتمل المهرجان على معروضات ومنتجات تراثية ومشغولات يدوية تتصف بالجودة، وملبوسات مختلفة، إضافة إلى تصاميم وأفكار لصناعة الأثاث والهدايا والتذكارات والحلويات والأكلات الشعبية التي صنعت وطهيت في مشاغل ومنازل المواطنات، إلى جانب الفعاليات الترفيهية والاجتماعية التي تضمن لجميع أفراد العائلة قضاء أوقات جيدة. وأبانت أشواق الطلال المحاضرة بجامعة حائل أن المهرجان أتاح الفرصة لإبراز أعمال الأرامل والأيتام والتعريف بمنتجاتهن وإبداعاتهن، وأصبحت فعالياته فرصة لتنمية روح التعاون والعمل كأسرة واحدة، مؤكدة أن من أبرز الإيجابيات التي حققها المهرجان والمعرض محاربة الفقر والبطالة وتنمية الكوادر وتعريف الزائرات بمهام جمعية أجا بحائل من خلال توزيع البروشورات والكتيبات التعريفية. من جهتها، أكدت منورة العازمي مسؤولة العلاقات العامة في مجموعة "سلامات الطبية" أن مهرجان الأسر المنتجة الثاني، تميز بالنضج، حيث استفاد المنظمون من سلبيات النسخة السابقة، وتبلورت فكرته بشكلٍ أوضح، مما أسهم في استقطاب أكبر عدد من الزوار، داعيةً سيدات الأعمال بحائل وطالبات التعليم لحضور هذه المهرجانات الخيرية، ومساندة الأسر والمنظمين في آنٍ واحد، كلٌ بما يملك من ثقافة وقدرة مالية، للتحفيز والتشجيع. بدورها، أوضحت المعلمة مريم سعد الثميلي أن حضورها للمهرجان كان بهدف دعم أنشطة جمعية أجا الخيرية، وتشجيع الأسر المنتجة، مشيرةً إلى أن زوار المهرجان وجدوا في نساء حائل وأبنائها النشاط والتجديد والابتكار في مجال التسويق، مؤكدة على التكاتف الرائع في المهرجان بين الجمعية والأسر المنتجة والزوار. وعبر المواطن عبدالله بن عبدالرحمن عن سعادته بما شاهده، وقال: "حضرت للترفيه، فأدهشتني الأجواء الاجتماعية، والتكافل الذي يؤكد أننا مجتمع يحب الخير"، متمنيا تواصل مثل هذه المهرجانات. وعدّ المواطن حمود الشمري المهرجان فرصة للأسر المنتجة لتسويق منتجاتها، مشيراً إلى أن فعاليات المهرجان المتنوعة جذبت كثيرا من المتنزهين خاصة الأمسيات الإنشادية التي نالت استحسانه وعائلته، مؤكداً أن المهرجان بشكلٍ عام يسهم من خلال فعالياته وأركانه في تحقيق التكافل الاجتماعي، الذي يحفظ للمجتمع تماسكه ودوام الود بين أفراده. وثمن المواطن علي محمد، القادم من المدينة المنورة دور جمعية أجا النسائية الخيرية في منطقة حائل، ودعمها لبرنامج الأسر المنتجة، وتحويل مسار حياة بعض الأسر التي تعتمد على الدعم والمساندة، إلى أسر منتجة ومشاركة بفعالية في المجتمع، من خلال تهيئة المناخ المناسب لزيادة دخلها، منوهاً بجودة وتنوع فعاليات المهرجان.