ــ الذين يطالبون حكوماتهم بنصرة المظلومين في العالم العربي عسكرياً؛ يعلمون تماماً وربما أكثر من غيرهم أن هذه الحكومات أضعف من أن تدافع عن نفسها، ولكنهم يزايدون كما جرت العادة، ويحاولون استثمار الأحداث المأساوية هنا وهناك سياسياً لخدمة الحزب والتنظيم والجماعة. ــ بالطبع لا يوجد عربي واحد يحترم نفسه يقف ضد مظلوم ولو بكلمة؛ لكن المصيبة أن الضعف العربي العام هو الذي يمنع الحكومات والشعوب من نصرة المظلومين العرب ومن نصرة حتى فلسطين نفسها.. فلماذا تقولون إن ما يحدث حولنا من فوضى هو مؤامرة تشارك فيها أطراف عربية؟! ــ أليس الأولى بهؤلاء المزايدين في كل قضية أن يطالبوا ميليشياتهم التي تعيث فساداً في أماكن بعيدة جداً عن إسرائيل وتدمي بلاد العرب وتستنزفها؛ بالتوجه إليها وإقامة شريعة الجهاد؟ لماذا يقاتلون في كل مكان إلا فلسطين على سبيل المثال؟!! ــ مزايدات فرقة حسب الله هذه تظهر في كل مأساة كي تسجل مواقف كلامية باهتة لا تقدم ولا تؤخر، ولكنهم عند الحاجة وعند اشتعال الحروب والويلات التي تطحن الشعوب يكتفون بكتابة القصائد وبالتغريد بلغة خشبية مسمومة على تويتر. فهل هذه نصرة أيها المحترمون؟! ــ العرب لا يحمون إسرائيل ولا يعشقون الولايات المتحدة الأمريكية وبودهم لو ذهبتا إلى الجحيم فوراً؛ لكنهم لا يستطيعون المواجهة عسكرياً، وأرجو ممن يقول عكس هذا الكلام أن يرشح لنا جيشاً عربياً واحداً يستطيع نصرة المظلومين في كل بلاد العرب؛ ثم يتلكأ ويتآمر كي نشنع عليه مثلكم ونتهمه بالخيانة!! ــ المتلقي هو أمانة في أعناق النخب ومنها النخب الحركية، ومع ذلك نرى تجهيلاً وإصراراً على اللعب بعواطف البسطاء وكأنه بالإمكان فعلاً عمل المعجزات بشريط إخباري على الشاشة أو بخطبة عصماء في مسجد.. الوضع أعقد من هذا بكثير. ــ صحيح أننا نمتلك مقومات التفوق ولكننا أهملناها منذ ستين سنة وبعلم الجميع، وأولهم هذه النخب التي تردح وتستغبي وتعلن براءتها مما يحدث وما سيحدث؛ رفقاً بعقول البسطاء يا قوم فهذه مصائر شعوب، وليست مجرد مشاهد للتسلية!!