أكد عضو بمجلس الشورى أن أهالي قرية الدالوة بالأحساء ضربوا المثل الأعلى في تحمل مرارة الفجيعة برد وطني أخرس خفافيش الظلام، وهم يهتفون مرددين «إخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه»، لافين جثامين الشهداء الأبرار بعلم التوحيد الأخضر، علم المملكة المرفوع في الوجدان وعلى الأعناق. وقال عضو المجلس محمد رضا نصر الله في مداخلة له في جلسة المجلس أمس «ما تزال الفئة الضالة الباغية، تواصل إجرامها الإرهابي في عموم المملكة وتستهدف مواطنيها الأبرياء، وكان آخرها ما حدث في العاشر من محرم الجاري في قرية الدالوة، وكان ضحاياها شهداء وجرحى اغتالتهم يد الغدر والتكفير والظلام»، مضيفا: بسبب هؤلاء المجرمين أصبح الإسلام شبهة في عالم اليوم، لما يرتكبونه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية، وحين وجهوا طعنتهم النكراء، محاولين بخبث ولؤم تسديد ضربة مفتنة، لشق مجتمع الأحساء المتواد المتراحم المتساكن، لم يتوقعوا أن يأتي الصوت من داخلها مجلجلا ومرددا: ﻻ النخل شيعي هنا كلا وﻻ الينبوع سني فأنا من اﻷحساء جئت وجاءت اﻷحساء مني وزاد: «أرادوها فتنة عمياء في البلاد، تحرق اﻷخضر واليابس، فصب الله عليهم سوط عذاب، ﻻحقهم بالبيانات المتدفقة بأنوار الوحدة والتضامن، ولم يدر بخلد الأشرار، أن تبادر الدولة لحماية مواطنيها، وترصدت خلية الإرهابيين وكشفت عناصرها». وتتالت اﻷجوبة سريعا من علماء شيعة اﻷحساء والقطيف، على هذه الرسائل غير المسبوقة، ممتنة شاكرة، وفي حسبانها المحافظة على سياج الوطن المنيع، للحد من تأثير سوق التحريض الطائفي، الذي يعصف بأمن الدول المحيطة من حولنا. وأضاف: وبهذه المناسبة التي تجلت فيها أروع معاني التكاتف بين الدولة والمجتمع، أدعو الشورى، بوصفه مجلسا للتشريع وصناعة القوانين، أن يبادر نحو سن نظام واضح في مراميه، وصارم في تطبيقاته، مجرما كل مثير للطائفية، وأي متورط في فعلها، لنحمي بلادنا من شرورها، مؤكدين على ضرورة نزع أية كلمة من مناهج التربية والتعليم، وحذفها من أية وسيلة من وسائل الإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني، ومصادرة أي كتاب أو مطبوعة، تدعو للفرقة والتمييز الطائفي أو القبلي أو الإقليمي أو المناطقي. ودعا وزارة الثقافة والإعلام ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، لصياغة خطاب ثقافي وطني، لكل أطياف المجتمع السعودي ومكوناته، انطلاقا من مواد النظام الأساسي للحكم، الناصحة على لم الشمل الوطني، ومعاقبة الخارجين عليه. وزاد: وفي الوقت الذي أشكر فيه وزارة الداخلية وقوى الأمن الداخلي على جهودها التاريخية للقضاء على الإرهاب، أدعو وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، التربية والتعليم، التعليم العالي، والشؤون الاجتماعية، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، مساندة وزارة الداخلية في جهودها، عبر صياغة إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه. ووعد نصر الله والدكتورة ثريا عبيد بتقديم توصية مشتركة عند عرض تقرير لجنة حقوق الإنسان والعرائض، بتجريم الطائفية، لتنتهي بمشروع نظام يعاقب كل من يخرج على الإجماع الوطني، سواء كان ذلك من خلال التمييز المذهبي أو القبلي أو المناطقي.