قام وزير الخارجية السوداني علي كرتي بزيارة لليبيا أمس، التقى خلالها رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح ورئيس الحكومة عبدالله الثني ووزير خارجيته محمد الدايري. وانتقل كرتي بعدها الى العاصمة طرابلس حيث التقى رئيس المؤتمر الوطني (البرلمان السابق) نوري بوسهمين ورئيس الحكومة الموازية عمر الحاسي وزير خارجيته محمد الغيراني. واستهدفت محادثات الوزير السوداني في طبرق وطرابلس، تقريب وجهات النظر بين الطرفين والبحث عن حل للأزمة بعد قرار المحكمة العليا إبطال برلمان طبرق، وآفاق العودة الى الحوار بين الأطراف الليبية، في وقت تنزلق البلاد الى مزيد من التصعيد. وسبق محادثات كرتي مع الغيراني، لقاء الأخير في مقر وزارة الخارجية سفراء الدول الأفريقية في طرابلس، كما أفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية. وحضر اللقاء سفراء السودان ومالي والنيجر وتشاد والكونغو الديموقراطية وأفريقيا الوسطى ونيجيريا وسييراليون وجزر القمر وتوغو. وأشارت الوكالة إلى أن الغيراني استعرض مع السفراء سبل تعزيز العلاقات بين دولهم وليبيا، كما تطرق اللقاء إلى الأوضاع الأمنية، خصوصاً ما يتعلق بتأمين السفارات الأجنبية في العاصمة الليبية. أتى ذلك غداة تفجيرين في مدينة شحات بالتزامن مع لقاء الثني مبعوث الامم المتحدة الى ليبيا برناردينو ليون، واللذين اعتبرتهما الحكومة استهدافاً للجهود الدولية لإحلال السلام في البلاد. لكن الناطق باسم بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، رفض الجزم بما إذا كان وفد البعثة هو المقصود بالتفجيرين. وأوضح في مداخلة على الموقع الإلكتروني للبعثة أنَّ «انفجاريْن متتالييْن هزَّا مكان الاجتماع لم يسفرا عن إصابة أي من المشاركين»، مبيناً أنَّ وفد البعثة غادر فور الحادث إلى المطار. وأضاف الناطق: «نؤكد أنَّ ما حدث لن يثنينا عن متابعة جهودنا لمساعدة الليبيين في إيجاد حل سياسي لأزمتهم». في غضون ذلك، تواصلت معارك الكر والفر في بنغازي بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الموالي للبرلمان وخـــصومــه الإســـلاميــيــن. وتضاربت بيانات الطرفين حول نتائج المعارك المدمرة والتي حولت المدينة إلى خراب. وفي الغرب، تواصلت المعارك بين ميليشيات الزنتان و «فجر ليبيا»، التي أعلنت سيطرتها عل محاور عدة وفك الحصار عن مدينة ككلة حيث انتقلت المعارك الى داخلها. وأجبرت «فجر ليبيا» قوات من الزنتان على الانسحاب من حقل الشرارة النفطي. وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط على الأثر إعادة تشغيل حقلي «الشرارة» و «الفيل» المجاور بحلول غد الأربعاء.