بقلم : طارق عبدالرحمن زايد العتيبي قبل ثلاثة أيام اهتزت مدينة الأحساء الجميلة بعمليات إرهابية حقيرة أدت إلى مقتل العديد من المواطنين الأبرياء واستشهاد بعض من رجال الأمن البواسل الذين سهروا من أجل حماية وطننا الغالي المملكة العربية السعودية. الجميع يعلم أن الإرهاب لا وطن له ولا دين، بل إنه مرضٌ خبيثٌ انتشر في جميع العالم، وجذب بعضًا من صغار العقول للمشاركة في عمل بعض العمليات الإرهابية في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية. ما حدث في مدينة الأحساء عمل لا يرضاه دين ولا عقل, وديننا الإسلامي الحنيف نهى عن قتل الآمنيين مهما كان مذهبهم أو طائفتهم؛ بل أمرنا بنشر الحب والسلام والخير ليعم الخير على بلداننا الإسلامية، ونبني وطنًا خاليًا من الإرهاب والأفكار الإجرامية المنحرفة والجهل ونكون بيئة جيدة لأجيالنا والأجيال القادمة. لا يخفى على الجميع أن الطائفية هي سبب كبير جدًا في الحروب والمشاكل والقتل والتدمير، لو ننظر إلى الدول المجاورة لرأيتها مهدمة، وترى القتل والتفجير منتشر فيها وكل يوم نسمع بالمئات من الوفيات، وهذا كله بسبب الحروب الطائفية المقيتة. كلنا سعوديون وولاؤنا وانتماؤنا لهذه الأرض المباركة مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة، فيجب علينا جميعًا أن نترك الطائفية، ونقضي على جذورها من مجتمعاتنا؛ لأنها سبب من أسباب الإرهاب وتدمير المجتمعات وإزهاقًا للأنفس. أسأل الله العلي العظيم أن يرحم الذين قتلوا من غير ذنب ويرحم شهداءنا رجال الأمن البواسل ويتغمدهم برحمته ويتقبلهم من الشهداء الأبرار، وأقول لرجال الأمن الذين يسهرون من أجل أمن الوطن وحمايته ثبت الله أقدامكم ووفقكم إلى ما فيه الخير وكلنا معكم. وأقول لهؤلاء الذين غرر بهم وخصوصًا صغار السن الذين انضموا للجماعات الإرهابية عودوا إلى رشدكم والحق والصواب فقد قتلتم النساء والأطفال والشيوخ وحرمتونا من أعز الأقربين بدون وجه حق, وتذكروا قول الله تعالى: ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنهُ وأعد لهُ عذابًا عظيمًا، وقال الله تعالى في سورة مريم: وتعاونوا على البرِ والتقوى ولا تعاونوا على الإثمِ والعدوان.