فتح الحدث الأخير في الأحساء كل إمكانيات الأسئلة، والكل كتب حول هذه الحادثة منددا ومستنكرا. هناك كتابات لمست الجرح ونكأته وكانت واضحة مباشرة في تعابيرها، لم توارب أو تتردد، سأقف مع ثلاثة نماذج من الأسئلة التي طرحت حول هذا الموضوع، واخترتها لأنها تعبر عن النقد المأمول الذي نطمح إليه، أن نقارب جذور الإرهاب، ونناقش الجوهر لا العرَض، ونفحص قلب المشكلة لا أن نكتفي بالتأمل في قشورها وهوامشها. النماذج هي لعبدالرحمن الراشد، ومشاري الذايدي، وأميمة الخميس، هؤلاء الكتاب قاربوا الأسئلة وضغطوا بمشارطهم على دمامل الإرهاب المتكاثرة في جسد الأمة الإسلامية قاطبة. الراشد، في 6 نوفمبر، كتب أن مكافحة الإرهاب لا تترك للمترددين، ثم سأل: هل نعي حجم المشكلة، وأنها ليست مسألة أمنية فقط؛ إذ كل مرة تنبت خلايا إرهابية نطلق عليهم قوات الأمن لتلاحقهم؟ هؤلاء خطر على المجتمع، والأجيال الناشئة، كلما لوحق جيل منحرف منهم، ولد جيل منحرف آخر أكبر من سابقه. هؤلاء خطر على المجتمع الدولي. الذايدي، في 7 نوفمبر، ناقش مشكلة وزارة الشؤون الإسلامية، واعتبرها الحلقة الأضعف في مكافحة للإرهاب، وقال بوضوح: الصراحة صابون القلوب، وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية هي الحلقة الأضعف في منظومة الملحمة السعودية المجيدة بمحاربة الإرهاب. أميمة الخميس، في 8 نوفمبر، كان عنوانها يعبر عن الذي تود قوله: نوفمبر 1995 ــ نوفمبر 2014 وما بينهما، وسألت بمرارة: في النهاية نعود من جديد إلى السؤال الفجيعة: بين 1995 نوفمبر ــ 2014 نوفمبر عشرون عاما.. ماذا صنعنا لأمن ومستقبل هذا الوطن؟! هذه ثلاث صرخات واضحة ناصعة من كتابٍ خبروا قسوة الإرهاب في بلادهم، آمل أن نكثف هذا النقد الجذري، وأن نضع السؤال الآتي نصب أعيننا: لماذا لم نستطع القضاء على الإرهاب، ولماذا تولد أجيال جديدة كل عشر سنوات؟! هل لدينا منابع ضخمة لتغذية هذه الكائنات الشرسة؟!. نقلا عن عكاظ