نتعامل مع قضايا الرياضة من منطلق الميول والميول فقط، ففي قضية هنا نبتهج، وفي أخرى هناك نقدح بأبشع عبارات الشتم لكونها تعارضت مع ما يخدم اللون والشعار الذي ننتمي إليه. ـ الشواهد هي أكثر من اختزالها في جملة والبراهين عليها لا تحتاج معجزة فكل شيء في هذا الوسط بات مكشوفا والأقنعة التي يحاول البعض الإمساك بها ممزقة. ـ لن أخوض طويلا فيما حفلت به سجلات الماضي لكنني بعيدا عن ذلك أضع أمامكم تساؤلا عريضا وأترك لكم أنتم الإجابة. ـ ماذا لو أن العنوان القضية ظهر أمامنا على صيغة (لماذا النصر مكروه) أو (لماذا الاتحاد مكروه) أو (لماذا الأهلي مكروه) كيف سيكون عليه حال هؤلاء (المناصرين) لفداحة الخطأ هل سيكون حالهم في ذلك حالهم مع (الهلال)؟ ـ مجرد تساؤل، أما الحقيقة فالحقيقة في مجال الرياضة لدينا تأتي لتقول ما تحلله لنفسك اليوم تحرمه على غيرك غدا والإنصاف الذي تحمله شعارا في قضية سرعان ما يتغير هو الآخر عندما يصبح فريقك المفضل هو المعني بالقضية. ـ بالطبع نحن متفقون على أن الجمهور الرياضي عاطفي بطبعه وطبيعته لكننا برغم إقتناعنا بعاطفة الجمهور نجد أنفسنا في قمة الاستغراب من هذا (الإعلام) الذي يفصل الأحداث والعناوين والمقالات والبرامج بمعيار تعصبه لا بمعيار عدله ومصداقيته. ـ صدقوني لو أن عنوان (النادي) اختص بالنصر أو الاتحاد لرأينا هؤلاء الذين (يصفقون) للزميل البكيري من أوائل المنتقدين والقادحين، أقول هذا لقناعتي بأن الكل في هذا المجال الصاخب (يبرح لقريصه) ويتعاطى مع الحرف والعنوان بما ينسجم فقط مع الفريق الذي يمثله ويحبه ويهواه. ـ عاطفيون نعم .. متعصبون حد الثمالة نعم ولهذا فليس بالغريب أن نرى هذا التدافع على (الترحيب) بعنوان هو في الأساس خارج نطاق المهنية لأنه يؤسس للاحتقان ويشعل فتيل التعصب ويؤجج الجماهير في المدرجات ويرسخ مفردة كراهية الهلال ويجعله ضحية. ـ عموماً تختل الموازين وأعني بذلك موازين الطرح والتناول الإعلامي من صحيفة إلى أخرى ومن كاتب إلى آخر في حين تبقى المعاناة ملازمة للمشهد والسبب أن بعض ـ أقول بعض ولم أعمم ـ رؤساء التحرير وعناصر المسؤولية هم ولا غيرهم من يغذون بذرة التعصب، وكما قيل إذا فسد الرأس فسد الجسد.. وسلامتكم.