كشفت الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد عن أنّ عدد الجامعات الحكومية التي تمكنت من الحصول على الاعتماد الأكاديمي المؤسسي ثلاث جامعات فقط في مقابل خمس جامعات أهلية، تمكنت من الحصول على الاعتماد ذاته، وذلك من أصل 34 جامعة حكومية وأهلية في المملكة، وأعترف بأنني لم أكن أعرف أنّ عندنا مثل هذه الأكاديمية، وهذا أمر حسن إذ كنّا نعتمد في تقويم جامعاتنا على مؤسسات أجنبية، وهي مع اعترافنا بحياديتها وقدرتها على التقويم، لا تتوفر لها كلّ المعلومات والمعطيات التي تتوفر لمؤسسة تعمل عن كثب ومن صميم الواقع، والجامعات التي تمكنت من الحصول على اعتماد أكاديمي من هذه المؤسسة هي جامعة الملك سعود، وجامعة القصيم، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وأريد هنا أن استطرد وأقول: إنّ «يو.اس. نيوز آند وورلد ريبورت» كشفت أنّ جامعة الملك سعود أتت في مقدمة تصنيف الجامعات العربية، ونعود إلى موضوعنا ونقول: إن الهيئة لم تفصح عن المعايير التي استندت إليها في تقويمها، لكي تطرح للمناقشة العامة، وتسفر عن خطوات لإصلاح ما ينبغي إصلاحه، على أنّ القِدم هنا ليس واحداً من المعايير، فجامعة القصيم أقدم من جامعة الملك عبدالعزيز، ومع ذلك اعتمدت ولم تعتمد بعد الأخيرة، ولكن هناك معايير عامة ومتفق عليها، أهمها الحرية الأكاديمية، أي لا يكون المدرّس الجامعي مقيداً بطرح وجهة نظر معينة أو رأي واحد، وهذا في بعض التخصصات -مع الأسف- هو الحاصل غالباً، وهو ما أدّى إلى ما نشهده من تطرف!.