بعد أيامٍ طويلة سالت فيها الدموع والأحزان، تتعافى الأحساء من لوثة الدم التي طعنت به من خنجر الغدر والبؤس والظلم. أثبتت الأحداث أن الريادة السياسية والتجاوب الاجتماعي من أهم ما يميز المجتمع السعودي، ولاء حقيقي سني وشيعي للملك عبدالله وللدولة وللمؤسسات الأمنية. استطاعت وزارة الداخلية أن تتعقب الجناة القتلة في ست مدن في أقل من 24 ساعة، وهذا أمر غير مسبوق بمقاييس الأمن في المنطقة، نجاحات مبهرة وآسرة تجعلنا نطمئن لهذا الوطن ومستقبله وآماله وطموحاته، إنه بلد الكل، ووطن الشموس والفرحة، وتراب الطهر والنبع والنخيل، هذه هي السعودية المحصنة الحاضنة لكل أبنائها بتنوعهم وتعدد مشاربهم. طار الأمير الخلوق القوي محمد بن نايف إلى الضحايا في المدن السعودية، وتوج رحلته بلقاء أبناء شهداء الواجب، وتداول الناس صورته وهو يقبل سلطان ابن الشهيد محمد العنزي، وكذلك عزى في الشهيد تركي الرشيد، ثم حط في الأحساء أم النخيل، إذ زار المكلومين وقدم العزاء وأبدى المحبة والسلام والوئام، هذا الأمير المحبوب يقدم نموذجا يدرس في الجمع بين الرحمة والقوة، بين البأس على المعتدين وجناح الرحمة للمواطنين. انتهت هذه الحكاية، ولعلها آخر الأحزان، لندخل إلى وطننا الغالي محبين وفاعلين، مشاركين في التنمية والرخاء، في الحوار والسلم والتسامح! كلنا أبناء وطنٍ واحد، نتكامل بتعدديتنا، ولنخفف من الخيالات الموهومة بين الطوائف والتيارات والمذاهب والانتماءات، فنحن أبناء هذا التراب البريء، ولنجدد أنفسنا وعقولنا وقلوبنا لنكون أبناء محبةٍ لا حراس كراهية. نقلا عن عكاظ