قال الدكتور أسامة البار؛ أمين العاصمة المقدسة لـ "الاقتصادية"، إن الأمانة اعتمدت تخصيص نحو 50 مليون متر مربع لوزارة الإسكان، موزعة بين شمالي العاصمة المقدسة وجنوبيها وشرقيها وغربيها، مشيرا إلى أنه تم تسليم جميع المخصصات بخلاف أرض بمساحة ستة ملايين متر جارٍ الانتهاء من إجراءات تسليمها للوزارة. جاء ذلك خلال تدشينه الحملة التوعوية بالخدمات الإلكترونية لأمانة العاصمة المقدسة "ارتقاء"، في مؤتمر صحافي أمس، أقيم على هامش ورشة عمل نظمتها الأمانة بحضور مجموعة من مختصي التقنية، بهدف التباحث حول وسائل الاستثمار الأمثل للتحولات التقنية التي تشهدها خدماتها البلدية. وحول مخصصات الأمانة لوزارة الإسكان، قال لـ "الاقتصادية" إن هناك تنسيقا مسبقا، حيث تم تسليمهم في المرحلة الأولى خمسة ملايين متر مربع منها 4.300 مليون متر مربع جنوبي العاصمة المقدسة وأكثر من 750 ألف متر مربع شمالي العاصمة المقدسة في الجموم. وأضاف، بعد ذلك جاء الأمر السامي بتسليم جميع أراضي المنح إلى وزارة الإسكان، فتم تسليم المرحلة الثانية من الأراضي للوزارة، وهي أراضي المنح التي تصل إلى ما يقارب 20 ألف قطعة سكنية جاءت على مساحة تصل إلى نحو 30 مليون متر مربع جنوبي العاصمة المقدسة. وتابع، كما كان هناك مبادرة أخيرا من قبل أمانة العاصمة المقدسة بتسليم أراض سكنية إلى وزارة الإسكان في غربي مكة وشرقيها، حيث تم تسليم أراض للوزارة في غربي العاصمة المقدسة بمساحة تصل إلى خمسة ملايين متر مربع، كما أنه جار العمل على تسليم أرض شرقي العاصمة المقدسة بحدود ستة ملايين متر مربع، وبذلك يكون إجمالي ما سلمته الأمانة لوزارة الإسكان نحو 50 مليون متر مربع". وفيما يخص تسليم الأراضي لوزارات حكومية أخرى، قال إن أمانة العاصمة المقدسة تسير أسوة بكل أمانات المدن في المملكة، مشيراً إلى أن هناك آلية متبعة في تخصيص كل المرافق الحكومية، سواء تعليمية أو صحية أو أمنية أو غيرها. وبشأن وزارة التعليم عقب مطالبتها أخيرا بتسهيل إجراءات تسليمهم أراضي من قبل الأمانات، أكد البار أن الموضوع يحظى باهتمام من قبل الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكة المكرمة، وهناك لجنة مكلفة في هيئة تطوير والمشاعر المقدسة لتغطية الأراضي المخصصة لوزارة التربية والتعليم، لافتاً إلى أن بعض الأراضي لابد أن تكون في أحياء، وهذا الأحياء لا تتوافر فيها الأراضي العامة، فتم تفعيل عدد من الآليات في هذا الجانب مثل نزع الملكيات وشراء الأراضي المخصصة للمرافق العامة في المخططات الخاصة، مشيراً إلى أن اللجنة أنجزت الكثير من الجهود في هذا الجانب. وحول أسباب تسوير المواقع التاريخية في العاصمة المقدسة، بين أن هناك اهتماما كبيرا وتوجيهات بخصوص المواقع التاريخية في مكة المكرمة من قبل الأمير سلطان بن سلمان رئيس العامة للسياحة والآثار والأمير مشعل بن عبدالله رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة بالحفاظ على المواقع التاريخية في العاصمة المقدسة، حيث تم إعداد الخطوة الأولى بتسوير المناطق التاريخية من جبال وغيرها لحمايتها من الزحف العمراني، فيما تم طرح مشروع تطويرها والاستفادة منها، كما سيتم فتح المظاريف بعد عدة أسابيع. وبخصوص حملة "ارتقاء"، قال الدكتور أسامة البار إن الحملة تهدف إلى تحقيق أهداف الحكومة الإلكترونية وتطبيق مفهوم "مكة الذكية "عبر حثّ المستفيدين على زيادة التعاطي مع القنوات الإلكترونية في معاملاتهم المختلفة، مشيرا إلى أن أمانة العاصمة المقدسة سارعت في تأسيس أنظمه تقنية متكاملة تخدم الإدارات وجميع المستفيدين وتحفظ الوقت والجهد، وبعد أن اكتملت وسائل التقنية كان لابد أن يتم إعلام المستفيدين عنها وتعريفهم بها من هنا جاءت ضرورة إطلاق حملة ارتقاء. وأشار البار إلى أن الأمانة خطت خطوات كبيرة عبر الخطة الاستراتيجية الأولى بعنوان خطوة، والآن يتم تدشين الخطة الثانية بعنوان ارتقاء، مشيراً إلى أن التوجيهات العليا تحث على الخدمات الإلكترونية لكونها تخدم شريحة أكبر وتقوم بإيصال الخدمات البلدية إلى المستفيد مباشرة وتوفير الجهد والوقت على المواطنين. وبين البار أن جميع خدمات التصاريح والرخص في الأمانة متوافرة إلكترونيا عبر الإدارة العامة لتقنية المعلومات، وهذا سيرتقي بخدمة العملاء وأسهم في انتهاء معاملات داخل أمانة العاصمة المقدسة خلال دقيقتين وبعضها تنجز خلال ثلاثة أيام فقط، وهي معاملات كانت تحتاج سابقا إلى الكثير من الجهد والوقت ومدة أطول من الحالية. من جهته، أكد لـ "الاقتصادية " الدكتور إبراهيم سليمان مساعد أمين العاصمة المقدسة لتقنية المعلومات، أن جميع الخدمات المقدمة من قبل أمانة العاصمة المقدسة ستكون إلكترونية بشكل كامل خلال فترة لا تتجاوز عاما من الآن، مشيرا إلى أن ميزانية المشروع والخطة الاستراتيجية الأولى كلفت نحو 80 مليون ريال، جزء منها كان بتمويل برنامج يسر للتعاملات الإلكترونية بنحو 33 مليونا، والباقي كان بتمويل من وزارة المالية، حيث تم تحويل أكثر من 80 في المائة من أعمال الأمانة من ورقي إلى إلكتروني. وأضاف سليمان، أن أمانة العاصمة المقدسة نجحت على مدى السنوات الماضية في تكريس مفهوم التحول الرقمي القائم على التميز والابتكار، مبينا أن الأمانة تتطلع عبر حملة (ارتقاء) للدخول في مرحلة جديدة عبر استجابة المجتمع المحلي لمبادرة الانخراط في استخدام هذه الخدمات وجعل جميع فئات المجتمع أكثر إدراكاً للتحسينات التي تطرأ على الخدمات الذكية.