يواصل نائب رئيس الاتحاد الآسيوي رئيس الاتحاد الإمارتي لكرة القدم يوسف السركال في الجزء الثاني من مواجهته مع "الرياضية" ليغوص أكثر في دهاليز التحركات الآسيوية نحو الانتخابات المقبلة منتصف العام المقبل 2015م ليؤكد أن هناك اتصالات بين رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبرهيم وقيادات خليجية وأخرى في غرب آسيا للوصول لتوافق وعمل يرضي كافة الأطراف. ويعلن السركال في حديثه أنه قرر الابتعاد بشكل نهائي عن كافة المناصب القارية والدولية وأنه لن يدخل في أي انتخابات مقبلة، نافياً أنه لايعلم إن كانت الكويت والشيخ أحمد الفهد يسعون لعودة كرسي نائب رئيس الاتحاد الآسيوي للكويت مرة أخرى، رافضاً أن يكون هذا هو ديدن العمل والترشيح وأن الكفاءة اليوم لا بد أن تفرض نفسها متى ما أردنا أن نحقق المصلحة العامة التي نهدف لها جميعاً. ورفض السركال في حديثه أن يقدم مرشحين يخلفونه في المنصب وأنه من الصعب أن يزكي أشخاصاً آخرين ولايريد أن يحسب عليه مثل هذا الموقف، مؤكداً في ذات الوقت أن النفوس في الخليج وغرب آسيا تحديداً لم تصفو بشكل كامل، مدللاً بما حدث مع الأمير علي بن الحسين وأنه دليل أنه مازال في النفوس شيء من الماضي. ويكشف السركال أنه لم ولن يندم على ترشحه السابق ضد الشيخ سلمان بن إبراهيم وأنه مقتنع بكل ما حدث، موضحاً أن خسارته لم تأت لأنه غير كفء ولكن الخسارة كانت بسبب تربيطات معينة من الطبيعي أن تحدث في عالم الانتخابات. وقال السركال في مواجهته: لابد أن نعلم أن الله يداول الأيام بين الناس، ومن يعتقد أنه وجد ليبقى فقد أخطأ والزمان يدور ومنهم أقوياء بالأمس لا نراهم اليوم ومن هم موجودون اليوم لن نراهم غداً، مشدداً على أن العمل بعد محمد بن همام يعتبر مهمة شاقة وصعبة لأن ابن همام أحدث نقلة كبيرة بعد ركود لسنوات عجاف في عهد رؤساء سابقين كانت أدوارهم شرفية لا أكثر إذ يجب ألا نكتفي بالمنصب ووجاهته بل نهتم بالتاريخ وما سيسجل. وتطرق السركال في حديثه لرئيس الاتحاد الآسيوي السابق محمد بن همام الذي ذهب ضحية عناده وأنه خدع نفسه ولم يستخدم السياسة وأن جرحه الكبير من بلاتر جعله يأخذ ردة فعل عنيفة ولو صبر قليلاً لأصبح رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم، كل هذا وأكثر في ثنايا الجزء الثاني من مواجهة يوسف السركال التي جاءت على النحو التالي: ـ هل مازال لديكم طموح في البقاء في الاتحاد الآسيوي؟ لم يعد لدي أي رغبة في البقاء، كانت هناك فترة وانتهت وأعتقد أنه لابد أن يكون هناك وجه جديد في الاتحاد الآسيوي ولن أرشح نفسي لأي منصب لا قاري ولا دولي وأتمنى أن أشاهد أحد أبناء الإمارات موجود في مكاني ونحن لدينا كفاءات تستطيع أن تتولى المهمة وأتمنى أن يكون الشيخ سلمان داعما لإحدى الشخصيات الإماراتية وإذا رأى أن يكون الدعم لشخصية أخرى فالرأي له. ـ هل ترى بحكم أنك أحد القيادات الخليجية أن هناك شبه توافق على الشخصيات التي من الممكن أن تتولى المناصب المقبلة؟ بين رؤساء الاتحادات اليوم لا يوجد تواصل ورغم أنه ليس لدي علم يقين ولكن أستطيع التأكيد لك بأن هناك اتصالات بين الشيخ سلمان وبعض القيادات في الخليج وغرب آسيا بشكل عام للوصول لتوافق وتجهيز عمل يرضي الجميع. ـ دعم الشيخ أحمد الفهد للشيخ سلمان بن إبراهيم خلال الفترة الماضية هل يعني عودة كرسي نائب الرئيس للاتحاد الآسيوي الذي تجلسون عليه للكويت مرة أخرى؟ لا أستطيع الإفتاء في هذا الأمر، ولكن لا أعتقد وليس بالضرورة أن يعود الكرسي للكويت ويجب ألا نفكر بهذه الطريقة بأن الكرسي كويتي إماراتي متى ما كنا نريد المصلحة العامة من المفروض أن يكون تفكيرنا اليوم منصب على من هو الأكفأ لهذا المنصب أو ذاك ومن لديه الوقت الكافي ليعطيه للاتحاد الآسيوي وليس من المقبول أن يذهب المنصب لشخص يريد منه أن يكون إضافة له لا أكثر على المناصب الموجودة لديه فهذا لا يفيدنا بل يفيد نفسه فقط فأي شخصية رياضية لديها مناصب حالية ويطمح لزيادتها أكثر فهذا لن يقدم لنا شيئا في آسيا وهو ينظر (لبرستيجه) ولا ينظر للمصلحة. ـ لو كان الأمر بيدك من ترشح، في نظريات الإدارة من يستقيل يرشح عددا من الأسماء لخلافته؟ لعلي لا أريد أن أزكي شخصا لكي لا يحسب علي، إنني ألعب هذا الدور ولكن نحن في دولة الإمارات حالياً لدينا توجه بأن يكون لدينا مرشح واختيارنا جاء على أن يكون قادرا على خدمة كرة القدم الآسيوية ولن يكون شخصا مشغولا يأخذ منصباً للوجاهة لذا أرجو أن تعفيني أن أذكر أي اسم الآن. ـ أنا أقصد على مستوى غرب آسيا وليس الإمارات؟ أنا أتحدث بشكل عام وعندما أذكر أي اسم فأنا أزكيه على مرشح الإمارات. ـ هل تتوقع أنه بعد الانتخابات الأخيرة الأمور خفت والنفوس طابت؟ أنا أتحدث عن نفسي وليس لي علاقة بالآخرين. ـ أنت واحد من قادة كرة القدم في غرب آسيا وفي آسيا وتشاهد أكثر مما نشاهد هل صفت النفوس واستقرت الأمور أم مازال هناك شوائب؟ الأكيد أن النفوس لم تصفو بشكل كبير، وهناك مثال بسيط وهو كرسي الأمير علي بن الحسين ولو كانت النفوس صافية فلما وجدنا هناك دخول على كرسي الأمير علي بن الحسين فالنفوس ليست صافية 100%. ـ كانت هذه الرغبة موجودة من قبل ومن حق رئيس الاتحاد الآسيوي أن يكون في الاتحاد الدولي ومحمد بن همام مضى في هذا الموضوع وتم تأجيله من أجل عيون الدكتور شونج؟ نعم هو أجل هذا الأمر من أجل أن يصفي النفس بينه وبين الدكتور شونج فكانت من باب التوازنات وصفاء النفس تنازل عن هذا الحق. ـ ولكن محمد بن همام أجله لعام 2015م؟ لا أتذكر الأمور بالضبط ولكن أجله لأن في تلك اللحظة كنا في حاجة لذلك الموقف كورقة يلعبها مع الدكتور شونج وتنازل عنها واليوم نحن لسنا في تنافس بين الغرب والشرق بل شخصيتان من غرب آسيا.. أنت تسألني هل النفوس صافية فقلت لك ليست صافية وضربت لك مثالا. ـ ولكن نفس الشخصية التي ركبت الطائرة مع الأمير علي وجابوا كل الأجواء الآسيوية هي ذاتها التي تخلت عنه ودعمت الشيخ سلمان؟ سؤالك هذا هو جواب. ـ ولكن هذا دليل عدم قناعة بما قدمه الأمير علي خلال الفترة الماضية؟ سؤالك السابق هو جواب أنت أجبت عن نفسك .. ولابد أن تعرف أنه ليس لدي مصلحة أن أدعم الأمير علي وليس لي مصلحة أن أقف ضد الشيخ سلمان بل مصلحتي أن أقف مع الشيخ سلمان لأنه هو الرئيس الآسيوي ولمصلحة اتحادي لابد أن أقف معه. ولكن سوف آخذ سؤالك السابق وأجعله جوابا للسؤال الذي قبله ولن أزيد عن ذلك. ـ لعلي أصف لك الوضع بشكل آخر .. بأنه في زمن ما كان وجود الأمير علي مهم كشخصية أميرية ودعمه لمنصب نائب الرئيس مهم لكسب المنصب والأصوات وتأكيد قوة الجناح الآخر .. اليوم تغيرت الموازين ولم يعد له منفعة؟ أسئلتك تأتي بصيغة أجوبة فليس لدي تعليق أكثر .. فأنت تضع أجوبة على الوضع الحالي وكأنك تقول هناك هدف لم يعد موجودا اليوم فلماذا لم يعد موجودا؟ ـ بكل صراحة بعد انتخابات آسيا الأخيرة هل ندمت لأنك دخلت الانتخابات؟ أبداً لم أندم وصدقني أنني لم أندم. ـ نحن نتحدث اليوم بعد شهور مرت وعدت آثارها السلبية والنفسية وصفت النفس لتقول ما لم يمكن قوله في السابق؟ أبداً أبداً لم أندم ولعلي أشدد على أمر واحد وأقولها بكل قناعة أنا لم أخسر لأنني لم أكن الأكفأ .. مع احترامي الكامل للشيخ سلمان بن إبراهيم الذي أكن له كل احترام وتقدير وأنا لا أقول إنني أفضل من الشيخ سلمان ولا أزكي نفسي عليه وقد يكون أفضل مني .. ولكنني أتحدث عن التاريخ والخبرات فلم أخسر لأنني قليل خبرة ولم أخسر لأنني لا أستطيع أن أقود الاتحاد الآسيوي لحالة أفضل ولكني خسرت بسبب تربيطات معينة وهذا يحدث في عالم الانتخابات ولعلي دخلت وأنا أعرف أني داخل ضد تيار قوي ومع هذا استمريت في المسيرة ومنذ أن خرجت من غرفة الانتخابات وكان النقل مباشرا ولم يكن على وجهي أي آثار ندم أو استياء ولم تصدر مني كلمات فيها أي نوع من التشنج وبكل هدوء باركت للشيخ سلمان ودعوت له بالتوفيق وقلت هذه هي الانتخابات وتمنيت له النجاح في مسيرته وقبل ما تسأل هذا السؤال قلت لك إنه لابد أن نقف وندعم الشيخ سلمان لأنني لو كنت في مكانه لرغبت أن يحدث هذا الأمر من أي شخص وأن أمنح فرصة العمل لدورة كاملة أربع سنوات، فما أجيزة لنفسي أتمناه لأي شخص آخر. ـ لا نختلف أن محمد بن همام رجل حكيم وكان ماسك زمام آسيا بقوة العمل والعلاقات وإحداث التقارب وفجأة أصبح محمد بن همام خارج المنظومة وهو الرئيس هل سنتفاجأ غداً بقوة أخرى واختلاف موازين القوى الموجودة حالياً؟ لماذا نتفاجأ ربنا عز وجل يقول (وتلك الأيام نداولها بين الناس)، فالأيام دول بيننا، ومن يعتقد في نفسة بأننا كبشر وجدنا لنبقى فهو مخطئ لأننا في زوال كحياة وكمناصب ولو دامت لغيرك ما أتت إليك. وهنا يأتي دور الإنسان العاقل الواعي الذي يقول سأخرج ولكن عندما أخرج لابد أن أترك بصمة وأترك الناس تقول علي ما لا تقوله عن غيري والمثل يقول (النار ما تخلف إلا رماد) وأنا ضد هذا المثل فلو كنت موجودا رئيساً في الاتحاد الآسيوي فلاشك أن المهمة جداً صعبة لأنني سأحضر بعد نار .. نار محمد بن همام .. وأنا أتحدث عن النار الإيجابية فنحن لدينا قناعة في محمد بن همام ونتائج عمل ابن همام تتحدث عن نفسها ولا نحتاج أن نمجد في ابن همام، فهو عمل نقلة كبيرة وجاء بعد رؤساء ضعفاء جداً بل ميتين وأنا عاشرتهم وعشت معهم وعملت مع داتو حمزة والسلطان أحمد شاه وبكل احترام لهم كانت أدوارهم تشريفية ووجاهة كرئاسة فقط وجاء ابن همام وعمل في الميدان وأحدث نقلات في الاتحاد الآسيوي اليوم ننسى محمد بن همام ومن يأتي بعد ابن همام مهمته صعبة ويحتاج لجهد وفكر مضاعف ليحدث تغيير وبصمة ومختلفة. النظام اليوم لا يعطي الرئيس الحق في أكثر من دورتين، فبعد دورتين من الخدمة يفترض أن يقول الناس عن الرئيس أياً كان ما نقوله اليوم عن محمد بن همام وليس من الحكمة أن نكتفي بالمنصب ووجاهته لأن التاريخ اليوم يسجل كل خطوة وعمل وفعل وقول. ـ محمد بن همام خدع؟ نحن لقاؤنا تحول لحديث آخر. ـ نحن نتحدث عن تاريخ وأنت أحد من عاصر هذه الفترة من التاريخ من حقنا أن نعرف ونسجل تلك الأحداث؟ محمد بن همام كما كانت له إيجابيات أيضاً له سلبيات، فالأخ محمد بن همام وسبق وقلت له ذلك في أكثر من جلسة خاصة بأن من صفاته السلبية أنه عنيد، ولعل هذا العناد سبب إنتاجه وهذا العناد قد يؤثر عليه إيجاباً ولكن في ذات الوقت يؤثر عليه سلباً. ولعل محمد بن همام خدع نفسه ولو صبر ابن همام قليلاً لكانت رئاسة الاتحاد الدولي جاءت له وكانت قادمة له لا محالة، الآن بما أن ابن همام ليس في الصورة ولعل الله لم يكتبها له. مشكلة محمد بن همام أنه لم يستخدم السياسة بل العناد ومحمد بن همام انجرح من بلاتر وأخذ العناد كردة فعل ولم يأخذ السياسة والدهاء.