بقلم : د.علي بن شويل القرني بدأ العد التنازلي لموعد «المؤتمر الدولي للإعلام والإشاعة: المخاطر المجتمعية وسبل المواجهة» الذي تنظمه جامعة الملك خالد خلال الفترة من 3-5- صفر 1436هـ الموافق 25-27 نوفمبر الحالي بفندق قصر أبها، ويعد من أهم المؤتمرات الإعلامية التي عقدت في المملكة خلال السنوات الماضية، وخاصة أنه يتناول موضوعاً من الموضوعات ذات الأهمية العلمية والمجتمعية على كافة المستويات، وخاصة أن المجتمع السعودي يفيض بكميات ضخمة من الإشاعات التي تصول وتجول في المجتمع من شرقه الى غربه ومن جنوبه إلى شماله، ومن داخل المملكة إلى خارجها.. ويمثل المؤتمر تظاهرة علمية كبيرة تشارك فيها أكثر من سبعين شخصية من داخل المملكة وخارجها في جلسات علمية متزامنة في بعض الأوقات لتغطي المشاركة الكبيرة في المؤتمر.. ومن العلامات المميزة في المؤتمر إتاحة الفرصة لطلاب وطالبات الدراسات العليا في الجامعات السعودية للمشاركة في المؤتمر حيث تشكل مشاركاتهم ربما أكبر نسبة مشاركة لطلاب دراسات عليا في أي مؤتمر علمي آخر تحقيقاً لأهداف جامعة الملك خالد في تشجيع طلاب الدراسات العليا دائماً في جامعة الملك خالد وفي الجامعات السعودية، ويأتي ذلك تشجيعاً لهذه الكوادر البحثية المستقبلية التي ستشكل نواة الباحثين الإعلاميين في المملكة في المستقبل القريب من السنوات القادمة. كذلك وكما تعكسه الأوراق العلمية في المؤتمر فإن وسائل التواصل الاجتماعي والشبكات الاتصالية قد ضاعفت من تنامي الإشاعات في المجتمع ليس فقط في المملكة ولكن في باقي المجتمعات العربية والعالمية، وأصبح لهذه الإشاعات انعكاساتها على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، الرسمية منها والخاصة، ولهذا أضحت الإشاعة مصدراً جديداً لوسائل الإعلام ومؤثراً على سير الأحداث والتطورات ذات الشأن العام في مختلف مجالات الحياة. ومن محاور هذا المؤتمر الدولي العديد من الأوراق التي تعالج التأصيل الشرعي لهذه الظاهرة، إضافة لسبل مواجهتها وطرق التعامل معها. ويقدم المؤتمر جلسة رئيسة عن دور المؤسسات السعودية في التعامل مع الإشاعات وطرق مواجهتها من قبل كبار مسؤولي ومستشاري الإعلام والعلاقات العامة في تلك المؤسسات، حيث تشارك كبرى المؤسسات السعودية في هذه الجلسة, وحيث من المتوقع أن تعرض هذه الجهات لخبراتها مع الإشاعات، وكيفية الرد، وكيفية الاحتواء، ثم حجم الأضرار التي يمكن أن تلحق إشاعة ما بتلك المؤسسة أو بجماهير تلك المؤسسة.. وخلال السنوات الماضية واجه المجتمع السعودي سيلاً من الإشاعات والأقاويل التي انتشرت هنا وهناك عن هذه المؤسسة وتلك وعن هذه الشخصية وتلك الشخصية، وجميع هذه الإشاعات ضربت بقوة في وظائف وأعمال تلك المؤسسات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية أو دينية أو تعليمية أو رياضية أو غيرها من المؤسسات الحكومية أو الخاصة في المجتمع السعودي. لقد أصبحت الإشاعة وللأسف جزءاً أساسياً من منظومة المعلومة المتداولة في المجتمع سواء باتصال شخصي أو جمعي أو جماهيري، ولهذا نشأت فكرة المؤتمر ليواجه هذه الظاهرة بأبحاث ودراسات وخبرات في هذا المجال، لا سيما أن الحضور العربي والدولي يشكل ثقلاً كبيراً في المؤتمر.. وكذلك الحضور الإعلامي الكبير في هذا المؤتمر من رؤساء تحرير صحف وقنوات تلفزيونية وإذاعات وصحف إلكترونية سيعطي الزخم الكبير للمؤتمر بمشاركات وتغطيات واسعة، وستعمل هذه الوسائل الإعلامية على نقل موضوع المؤتمر إلى المجتمع السعودي والعربي ومناقشته باستفاضة كبيرة من خلال باحثين وخبراء ومسؤولين وخلافهم، وحتى مناقشته من خلال الشرائح المجتمعية في المجتمع السعودي والعربي. والجميع يعلم مخاطر هذه الإشاعات على تماسك المجتمعات ووحدتها، ومخاطرها على تقويض المؤسسات والمنظمات وأدائها. إن السؤال الإستراتيجي الذي يسعى إلى تحقيق الإجابة عليه المؤتمر هو ليس عن وجود الإشاعة وحضورها وتأثيرها، ولكن كيف يتم مواجهتها والحد من تأثيرها السلبي على المجتمع والمؤسسات المجتمعية وعلى الأفراد. وسيدير جلسات المؤتمر نخبة من الإعلاميين والأكاديميين سيعملون على توجيه النقاش دائماً إلى هذا الاتجاه. وختاماً نأمل أن يرشح من المؤتمر توصيات استراتيجية مهمة على الصعيد الأكاديمي والعملي. نقلا عن الجزيرة