حذر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو من مخاطر سقوط مدينة حلب شمال سورية، في وقت قال مصدر فرنسي رفيع لـ «الحياة» إن تركيز الرئيس فرانسوا هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس على ضرورة بقاء المعارضة المعتدلة في حلب يعود إلى وجود قناعة فرنسية من أن مغادرة قوات المعارضة لحلب يعني بقاء قوات بشار الأسد وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ما يعني انتهاء أي خيار سياسي. وتابع المصدر أن في حلب «معارضة منظمة وطريقاً مفتوحاً من تركيا وهناك مجالس محلية ومظهراً رمزياً، بالإمكان إظهار أن الضربات الجوية الأميركية (ضد تنظيم داعش) لن تكون لمصلحة الأسد»، مضيفاً: «إذا تم في الوقت نفسه استمرار تقدم داعش نحو الغرب في حال سقطت كوباني أو حتى لم يسيطر عليها التنظيم، فيما يستعيد الأسد حلب تكون النتيجة الوحيدة التي يمكن استخلاصها أن الضربات الأميركية على داعش تكون خدمت قوات الأسد من دون إيقاف داعش». وأشار المصدر إلى أن واشنطن تدفع باريس إلى المشاركة في الغارات ضد «داعش» في سورية، لكن باريس مدركة أن الإدارة الأميركية غير راغبة في تحمل هذه المهمة وحدها خصوصا أنها ترى خطورة ما يحصل. وزاد: «الإدارة الأميركية مصرة على أن تدخل باريس في المعركة ضد داعش إلى جانب الأميركيين علماً أن الإدارة الأميركية لم تستشر أو تطلب شيئاً من فرنسا عندما قررت بدء ضرب داعش في سورية». وأكدت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحيا»ة أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أثار الموضوع مع فابيوس خلال لقائهما. في إسطنبول (أ ف ب)، اتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو القوات السورية بارتكاب مجازر في محيط مدينة حلب، وقال إن تركيا ستواجه أزمة لاجئين جديدة إذا سقطت حلب ثاني أكبر المدن السورية في أيدي قوات الأسد. وفيما تقصف الطائرات الأميركية «داعش» في أجزاء من سورية، شدد الجيش النظامي حملته على بعض الجماعات المناوئة له في الغرب والشمال تعتبرها واشنطن حلفاء لها بما في ذلك حلب ومحيطها. وتطالب أنقرة بأن يوسع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة حملته ليشمل الأسد إلى جانب «داعش». وتقول إنه لا يمكن تحقيق السلام في سورية إذا بقي الأسد في السلطة. وقال داود أوغلو للصحافيين مساء الثلثاء بعد الاجتماع مع كبار قادة الجيش: «نحن نراقب التطورات في حلب بقلق. وعلى رغم أن المدينة ليست على وشك السقوط فإنها تحت ضغط شديد». وانقسمت حلب التي كانت أكثر المدن السورية ازدحاماً بالسكان قبل الحرب إلى نصفين بين جماعات المعارضة في الشرق والقوات الحكومية في الغرب. وعملت قوات الأسد على محاصرة مواقع مقاتلي المعارضة بالتدرج هذا العام في محاولة لقطع خطوط الإمدادات. وقال داود أوغلو إن قوات الأسد ترتكب «مجازر كبيرة» بقصف مناطق في شمال شرقي المدينة وغربها تحت سيطرة «الجيش السوري الحر» المعارض بـ «البراميل المتفجرة». وأضاف: «إذا سقطت حلب سنواجه نحن في تركيا فعلاً أزمة لاجئين كبيرة وفي غاية الخطورة والقلق. ولهذا نريد منطقة آمنة». وتستضيف تركيا حالياً أكثر من 1.5 مليون لاجئ من الحرب الأهلية السورية وتضغط على الولايات المتحدة وحلفاءها لإقامة منطقة آمنة للاجئين على الأراضي السورية. وتتطلب هذه الخطوة إقامة منطقة حظر طيران تتولى طائرات قوى خارجية مراقبتها. وانتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تركيز غارات طائرات التحالف في الأسابيع الأخيرة على مدينة عين العرب الكردية الحدودية التي يحاصرها «داعش» منذ أكثر من شهر وطالبت بضرورة الاهتمام بمناطق أخرى. وكان فابيوس قال إن حلب معقل المعارضة تطوقها قوات الأسد تقريباً وإن التخلي عنها سيقضي على الآمال في حل سياسي للحرب السورية.