قبل عدة أيام كان وزير الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز في الأحساء لعدة أيام في زيارة كانت رسمية، ولكن سمو الأمير حولها إلى جولة اجتماعية وأحاديث جانبية مع الكل ليعكس صورة جميلة لما يتمتع به الحاكم والمحكوم من صلابة العلاقة وعظم الرابط بينهما. فأثناء هذه الزيارة شهدت الأحساء منجزا وطنيا تعليميا جديدا تمثل في تدشين الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، المدينة الجامعية لفرع جامعة الملك سعود للعلوم الصحية لتعكس إمكانية وقدرة الحرس الوطني على المساهمة في بناء هذا الوطن. وستكون هذه المنشأة التي هي في الحقيقة مدينة جامعية تضم أربعة مبانٍ رئيسة، هي: المبنى الإداري ومركز المؤتمرات، كلية العلوم الطبية التطبيقية، كلية التمريض، عمادة الدراسات. وبهذا سيكون هذا الصرح رافدا من الروافد التي تغذي قطاعاتنا الصحية في مملكتنا الحبيبة. وبعد التدشين الرسمي لهذا الصرح العلمي قام سمو الأمير بجولة حول المنشآت وتحدث مع الصغير والكبير من منسوبي الجامعة، وبتواضعه المعروف للجميع تبادل الكثير من الأحاديث الودية مع الكثير من الطلبة الذين لم يخفوا إعجابهم بسمو الأمير لما يتمتع به من ثقافة عالية وحسن اللسان والابتسامة التي لم تفارق محياه. فأهلا بك سيدي في ربوع الأحساء. وكما يعلم الجميع فالحرس الوطني ومنذ نشأته بعد توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - قفز قفزات نوعية وكبيرة ومر بمراحل تطوير خاصة بعد تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئاسته منذ العام 1962م والذي حرص على تطوير الحرس الوطني ليكون ليس فقط قوة رادعة، بل مؤسسة حضارية وصرحا عسكريا شامخا. وقبل عدة سنوات تم تحويل رئاسة الحرس الوطني إلى وزارة، وتم تعيين صاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزيرا للحرس الوطني. ومباشرة وبعد تعيينه استمر فيما بدأ منذ زمن طويل، وأصبح الحرس الوطني قوة متكاملة في انظمتها العسكرية، وأصبح سلاحا شاملا يملك آخر ما توصل إليه علم تكنولوجيا الأسلحة، لتدير هذه الأسلحة أياد تم تدريبها وتهيئتها ليكون الحرس الوطني في المملكة من اقوى الأسلحة التي تريح المواطن وترهب العدو. وما مشاركات الحرس الوطني في الدفاع وبكل بسالة واحترافية عن تراب المملكة إلا أمثلة حية على ما يتمتع به هذا القطاع من جاهزية وحسن التدريب. وكذلك ما لديه من قدرات وإمكانيات من خلال اقتنائه أحدث المعدات العسكرية وأكثرها تطورا وأحدثها لتتلاءم مع سعة مساحة المملكة ليكون لدى حرسنا الوطني أحدث الأنظمة وأكثرها تعقيدا من خلال بناء منظومة متكاملة للإمداد والتموين والقيادة والسيطرة. وما رآه الكل في زيارة الأمير متعب بن عبدالله للأحساء لافتتاح صرح تعليمي طبي وحضاري إلا دلالة واضحة على أن وزارة الحرس الوطني هي قوة رادعة ولكنها وزارة خدمت المجتمع في شتى المجالات. وما نراه من مدارس ومنشآت ومستشفيات إلا صورة ناصعة تمثل مدى ما يقدمه الحرس الوطني من خدمات ليس لمنسوبيه فقط، بل لكل شرائح المجتمع. وقد شهد العالم أجمع ما يتمتع به حرسنا الوطني من تطور في كل المجالات، سواء أكانت عسكرية أو ما يتعلق ببناء الدولة وخدمة المجتمع. فحرسنا الوطني وزارة تبني للوطن والمواطن ولكنها في نفس الوقت قوة هائلة تردع كل عدو.