نحب الوطن بكل مكوناته أرضه وسماه، شعبه وحكومته، حدوده وبحاره، ونغار عليه من صيف يلهبه أوشتاء يجمده، بكل ما فيه من شح وكرم .. ذلك لا يمنع أن نسأل هل يحبنا الوطن وتحديدا، هل يحب الوطن النساء؟ أم نحن على هامشه.. هل يضعنا الوطن في أولوياته، صحة وتعليماً وحقوقاً ؟. المرأة السعودية هي الوحيدة التي أمرها بيد غيرها وكل يفتي عنها، من يعرف كلمتين، ومن لا يعرف.. المرأة السعودية هي الوحيدة التي يتحكم العرف فيها، وهو فوق الأنظمة والشريعة.. وفوق حتى الأوامر الواضحة والصريحة.. لن أذهب بعيداً في أعماق السنين، ليس منذ بدايات التعليم وفتح مدارس رسمية، رغم أننا لا ننكر فضل السيدات والسادة الذين فتحوا بيوتهم لتدريس الفتيات وأحيانا والفتيان معا.. ولكن زمننا الحالي .. كلما مر زمن تغيرت الحاجات والمفاهيم، وكلما مر وقت سبقنا الناس من قريب وبعيد وبقينا نحن نساء هذا الوطن نجرر أثقالا تعيق حركتنا.. رغم ذلك تفوقت نساء، وكن واجهات جميلة لنسائنا، برز تسابق للعمل والمعرفة.. بل رغم الكثير كل شيء، كثير من السيدات أثبتن تفوقا علميا كبيرا في مجالات كثيرة علمية وطبية.. ولعلنا نتساءل لو الجميع حصل على ما حصلن عليه ترى أي مستقبل كان سيحدث لنا.. الدولة فتحت أبواباً كثيرة وكل باب يكاد يكون واسعاً جداً، في البداية ثم نجد أنه يضيق، وتذهب فرحتنا فهناك قطاع طرق وسارقو الأمل .. أحيانا يؤلمنا أن نكون بلدا تحمل الكثير من التناقضات.. مثلا يصدر نظام برفع الوكالة الرجالية عن المؤسسات النسائية، وهي توكيل رجل يراجع الإدارات الحكومية نيابة عن المرأة، صاحبة المشروع أو رأس المال أو صاحبة المؤسسة لنقرأ هذا الخبر الذي حدث قبل أيام: (الجوازات تطالب مكاتب التعقيب النسائية بتوكيل معقبين رجال لاستكمال إجراءات نقل الكفالة ..) الشيء اللافت الآخر للنظر هو الخبر الذي يتحدث عن مواصفات جديدة لغطاء وجه المرأة وعدم إجازة فسح الموجود لأنه لا يلتزم بالتعليمات) على فكرة لا ندري ما هي التعليمات، مثلا يجعلوننا نخرج عيناً ونغطي الأخرى !! تكثر المتناقضات فيما حولنا بين مشاهدات وأخبار، مثلا خبر السعودية ممثلة بجمعية الثقافة والفنون ترشيح فيلم(وجدة)لجائزة الأوسكار، هذا يحسب للجمعية.. بينما نحن نقطع الحدود ونخسر الكثير ويضيع على الوطن مدخول جيد، لمجرد مشاهدة فيلم بدولة مجاورة.. متناقضة أخرى سيدة تحمل رخصة قيادة طيارة (كابتن) وأخرى تدخل مسابقة ركوب الخيل.. وتمنع نساؤنا من قيادة السيارة، وتدخل نساؤنا مجلس الشورى وتمنع من دخول بلد مجاور مالم يوافق ولي أمرها.. بلد تقبل دخول المرأة مجلس الشورى وتقبل تغير الإجازة الأسبوعية حتى بدون فترة تمهيد لها، فكيف يكون مجتمعا غيرجاهز لتقبل قيادة المرأة سيارتها.. بينما تقبل كل هذه الأجناس التي تزحم شوارعنا وبيوتنا.. وتفقدنا غالباً الأمان وراحة البال، وقد شغلونا بما لا يستحق الانشغال.. في يقيني أن الجهة التي تمنع لابد أن تعوض النقص. سبق أن كتبت بالتويتر ما معناه (نُمنع من القيادة، لذا عليهم أما أن يؤمنوا لكل واحدة منا سواقاً (رجل آلي) لا يرى لا يبتز ولا يضيع الطريق لايرمي المفاتيح) ونسيت لم أضف و(لا يتحرش بالأطفال). أو( أن يؤمنوا مواصلات عامة نظيفة تسير على طرق نظيفة، دافئة شتاءً مبردة صيفا، ومجانا) المهم الفقرة الأولى لاقت استحسانا كبيرا وكان حولها نقاش طويل .. لازلت أسال وأنا واثقة أننا نحب الوطن فهو ظلنا وشمسنا وهو ليلنا ونهارنا ومنه معاشنا، نريد أن نشعر أن الوطن يحبنا أيضاً.. و. بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام ويوم وطن يعود دائما إن شاء الله بكل خير للجميع أملا وسعادة وحباً.. في ظل قيادتنا المخلصة الحكيمة ودام عزك ياوطني. وسلامتكم