يعيش محبو النمور أياماً عصيبة جدا أهدت إليهم القلق، ونشرت الخوف بدل الفرح، وأبدلت حالهم من التحدي والشموخ إلى الانكسار في مواجهة فرق كانت تمني النفس بأقل الخسائر أمام كتيبة النمور. ومما زاد الظروف قسوة ذهاب الأحلام التي عاشتها الجماهير بعد نشوة العام الماضي وقدرة الإدارة على إدارة التغيير والإحلال في الفريق بشكل مميز جعلها مضرب المثل وقدوة للطامحين إلى التغيير فغدت حاملة لواء الشجاعة والمبادرة في هذا الجانب، غير أن هذا كله بات مهددا بالزوال وشمس القوة بالغروب تحت وطأة تكالب متاعب عديدة وانقسامات شرفية سببت صدعاً وشرخاً في لحمته الشرفية التي تعاني من الأساس تحزبها على طرفي نقيض. الاجتماع الذي عقد في مقر النادي لجمعيته العمومية شهد تجاذبا حاداً وتراشقاً أزاح الستار عن الجرح الكبير وخيبة الأمل التي ألقت بظلالها على الجماهير العاشقة فحجم الديون المستحقة الدفع فوراً بلغ ما يقرب من 60 مليون ريال يا رباه كيف تم هذا؟ إنها سياسة التأجيل والتعامي عن المأزق الذي أصبح هماً لا يمكن تداركه بسهولة. وتزداد الأمور فداحة حين تم الإعلان أن الديون المؤجلة مجموعها يصل إلى 150 مليون ريال، ليصل مجموع الديون المتراكمة لما يقرب من 200 مليون. ياساتر، أين رعاية الشباب من فوضى كهذه؟ ومن الذي ترك الباب مفتوحا لتراكمها؟، وما فائدة مراجعة القوائم المالية، ولجنة التحقيق التي ملأت الدنيا ضجيجا؟. يتبادر سؤال: هل كل ما يجري مرتب له؟، من حقنا السؤال ولابد من جواب مقنع، هل هناك من يريد كرسي الرئاسة حكراً على شخصيات معينة؟. وتبقى معضلة لا حل لها، فإبراهيم البلوي الذي أعلن عن تكفله بميزانية 50 مليونا مقابل الجلوس على كرسي الرئاسة، وجد أن الرقم تضاعف ثلاث مرات فعرف أن الطريق غير سالكة فوجهته حيرته إلى باب الخروج مباشرة، وأشك في أنه إلى غير رجعة فالرسالة وصلت، والمبلغ جامد وباهظ ودرجة المخاطرة عالية. وفي مشهد آخر من أحداث الليلة الصاخبة يخرج الرجل الهادئ أمام وسائل الإعلام والمنوط به الملفات الساخنة فهو محاور ومناور جيد يرسم الخطط وتنفذ بتناسق رائع، وحين يحمى الوطيس يخرج وكأنه الجليد متحدثاً بأنه لا توجد مشاكل - مجرد اختلاف في وجهات النظر لا أكثر، فلماذا الخوف على النمور؟ فهو يؤكد بحسبة بعض الواردات المتوقعة والمصروفات المقدرة أن الدين المتراكم فقط لا يتجاوز تسعة ملايين ريال! لا أدري هل أكمل المقالة متحدثاً عن الشأن الاتحادي أم عن الرجل البارع عادل جمجوم يتحدث بمنطق لا يتقنه سواه من الاتحاديين ففي ليلة واحدة أعلن البلوي إبراهيم سحب ترشحه وانخفضت الديون لتسعة ملايين فقط وعاد الفائز فائزاً بكرسي الرئاسة ليقضي المدة المقررة له رسميا. تجاذبات المشهد الاتحادي هل تتمخض عن رؤية منظمة واستراتيجية لمستقبل كتيبة النمور، تشيع الفرح وتجلب الطمأنينة لمحبيه؟ هل سيحمل عادل جمجوم ذلك؟!