.. ويرى الشيخ ابن تيمية كما قال عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه (ابن تيمية الفقيه المعذب) : منع الخروج على النظام السياسي، على نقيض الشيعة .. قال الشيخ : وقل من خرج على إمام ذي السلطان، إلا كان ما تولد من فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير. ومن عجب أن ابن تيمية يفضل العرب على غيرهم من الأجناس .. أنظر إلى ما قاله أنور الجندي عنه في كتابه (نوابغ الفكر الإسلامي) : لابن تيمية بحث مستفيض عن العروبة والإسلام، يذكر فيه فضل العرب ويرى أن هذا الفضل ليس قاصرا لما ورد عنهم من نصوص في القرآن والحديث فحسب، أو ما خصوا به من أحكام في الفقه، بل لما اختصوا به من فطرة ومعدن في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم وأعمالهم ويجعل (ابن تيمية) معرفة الإسلام متوقفة على معرفة لسان العرب، فلا سبيل إلى ضبط الإسلام إلا بضبط العربية واللسان العربي هو شعار الإسلام وأهله والقرآن لا يجوز عنده أن يقرأه أحد بغير العربية. فالعروبة عند ابن تيمية تثبت باللغة وبالنسب وبالوطن فمن تكلم بالعربية فهو عربي، ومن دان بالإسلام فهو عربي وأن فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص وهو حين يذكر دولة الإسلام يسميها : الدولة الإسلامية العربية. وقد دعا إلى تعريب الشعوب الإسلامية وذلك بتعليمها العربية، ويقول : العربية شعار الإسلام وأهله وتعلمها فرض على كل مسلم ومسلمة إذ لا سبيل إلى فهم القرآن العربي والسنة العربية والفقه العربي إلا بتعلم لسان العرب والتعايش مع العرب والتخلق بأخلاقهم واعتياد عاداتهم. واللغات أعظم شعائر الأمم واللغة العربية للإسلام ليست لغة فحسب، ولكنها عقل وخلق ودين، واعتياد لغة ما يؤثر في عقل المتحدث بها وفي خلقه وفي دينه. وكل لغة لا تنقل إلى عارفها ألفاظها، وصيغ الكلام بها، ولكنها تنقل إليه عادات أهلها وأخلاقهم وعقليتهم وطرائق تفكيرهم ودينهم مع كل ذلك، وعنده أن إتمام مكارم الأخلاق إنما هو بالعرب وبصالح عاداتهم لا بأخلاق غيرهم من الأمم التي استوفت أغراضها. فكل الشعوب غير العربية قبل الإسلام قد اخترقت خامات الإسلام فيها فالفراعنة فلسفة مؤلهة للبشر واليونان خرافات وفارس الانحلال العجوز، وروما فلسفة الطغيان والهند الوثنية المتماوتة، وهذا معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».. السطـر الأخـير : يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم».