تحدى المقدسيون شروط الاحتلال التي وضعها جهاز "الشاباك" الصهيوني كشرطٍ لتشييع جثماني الشهيدين غسان وعدي أبو جمل، من حي جبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة، بعد احتجازهما لمدة 37 يوماً، وشيّعوا نحو الساعة الثالثة من قبل فجر أمس الخميس، الجثمانين بموكب مهيب، وبمشاركة واسعة، ‘لى مثواهما الأخير في مقبرة السواحرة الشرقية بعد تسليم الاحتلال الجثمانين لذويهما بعد منتصف الليلة قبل الماضية. يذكر أن الاحتلال اشترط دفنهما خارج حدود بلدية القدس العبرية وألا يزيد عدد المشيعين عن أربعين مواطناً. وقالت عائلتا الشهيدين :" الأيام الماضية كانت صعبة جداً علينا، فاستشهاد غسان وعدي، وعدم تسليم الجثامين، ثم اعتقال معظم أفراد العائلة، وإصدار أوامر لهدم منازلنا، وأوامر لترحيل زوجة غسان إلى الضفة الغربية، إضافة إلى الاقتحامات اليومية لقرية جبل المكبر، واقتحام محيط الخيمة.. كلها كانت عقوبات وإجراءات "انتقامية" لجميع العائلة". وشيّع حوالي 300 فلسطينياً جثماني الشهيدين أبو الجمل، - رغم القيود الإسرائيلية-، بعد الصلاة عليهما في مسجد السواحرة، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات نصرة للشهيدين أبو الجمل. واقتحمت قوات الاحتلال حارات حي الصوانة، وصادرت الأعلام الفلسطينية المعلقة على الجدران وعلى أعمدة الكهرباء والأسلاك، كما أجبرت السكان على إزالة الأعلام المعلقة على أشجار ونوافذ منازلهم، بعد تهديدهم بفرض غرامات مالية عليهم. فيما أصيب الطفل محمد جمال إبراهيم عبيد (5 أعوام) من قرية العيساوية برصاصة مطاطية بعينه أطلقها جنود الاحتلال خلال نزوله من باص المدرسة, وأصيب الطفل محمد برصاصة في عينه. كما اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، فجر امس، مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، رافقها دهم وتفتيش واعتقالات واسعة النطاق شملت مختلف أحياء المدينة ومخيماتها. وقال شهود عيان: "إن عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية دخلت المدينة من عدة محاور، واقتحمت بلدة نابلس القديمة، وحي رأس العين، ورفيديا، وشارع النجاح القديم، وشارع عمان، ومحيط كلية الروضة، إلى جانب مخيم عين بيت الماء غرب المدينة، وقرية كفر قليل جنوب المدينة". وأسفرت عمليات الاقتحام عن اعتقال سبعة مواطنين من سكان المدينة. من جهة ثانية، قررت فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة، رفع مذكرة للوسيط المصري، تتضمن خروقات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق التهدئة، مشددة على أنها ملتزمة بالتهدئة طالما التزم بها الاحتلال. وقال إسماعيل رضوان، القيادي في حركة حماس أمس: إن "الفصائل اجتمعت بدعوة من الحركة، وأكدت جميعها على الوقوف بشكل موحد لرفض خروقات التهدئة من قبل إسرائيل، وتحذيره من الاستمرار بها، وأنه من حق المقاومة أن تدافع عن شعبها". وأشار رضوان إلى أن الفصائل دعت إلى تشكيل جبهة مقاومة موحدة للتنسيق بين أذرع المقاومة، وشددت الفصائل على ضرورة تفعيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير. كما دعت –بحسب القيادي في حماس – إلى ضرورة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني. وفي سياق آخر، وصل إلى القاهرة فجر أمس، وفد إسرائيلي في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام، للبحث عن رفات 22 جندياً مفقوداً بمصر. وقالت مصادر، كانت في استقبال الوفد الذي وصل على طائرة الخطوط الأردنية من عمان، إنه يضم خمسة أعضاء برئاسة "شاريد ليفي" رئيس لجنة البحث عن رفات الجنود الإسرائيليين المفقودين. وقالت المصادر: إن عدد الجنود الإسرائيليين المفقودين بمصر يبلغ 22 جندياً، بينهم 16 جندياً فقدوا خلال حرب أكتوبر بالإضافة إلى مفقودين اثنين فى حرب الاستنزاف وأربعة آخرين في حرب 67. من جانبه, قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون: إن إسرائيل غير معنية بالتصعيد ولا بعرقلة عملية إعادة إعمار قطاع غزة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنه القول :".. ولكن يجب على حركة حماس ألا تختبر صبرنا حيال محاولات تشويش مجرى حياتنا". وأوضح يعالون أن إسرائيل "تعتبر حماس مسؤولة عما يجري في قطاع غزة، ولن تسمح بأن يصبح إطلاق النار من القطاع أمراً اعتيادياً، وسترد بحزم وبشدة على كل حادث من هذا القبيل".