×
محافظة الرياض

الأحكام القضائية في حق «الإرهابيين».. غير مسيسة!

صورة الخبر

يأتي هذا المقال متنفساً لي وللقراء، فهم طيلة شهر كامل يردون ويعلقون على المنشود، وفي نهايته أحصر تعليقاتهم للرد عليها أو نشرها دون تعليق لإيماني بأن القارئ شريك في الصحيفة. وسأحصر التعليقات هذه المرة حول مقال واحد هو (الابتزاز وإفلاس الهيئة!) لأهميته وكثرة الردود المتناقضة عليه. يرد القارئ عبدالله الخالدي وبعقلانية يشوبها الحماس للهيئة لاسيما حينما طالبتها بتوسيع نشاطاتها، وعدم الاقتصار على المرأة فقط، بل يتجاوزه لمتابعة كل ما يتعارض مع الشرع الحكيم في الشوارع والأسواق والمتاجر؛ لأن ذلك من صميم عملها في عهد الصحابة والتابعين. ويفند عبد الله مطالبي بأن الهيئة يحدد مهامها واختصاصاتها نظام صادر بمرسوم ملكي، وتختلف الحسبة في عهد الصحابة والتابعين عن عمل (الهيئة) حالياً لأن ولي الأمر وزع مهامها السابقة على عدة جهات حكومية كالشرطة والبلدية وحماية المستهلك والجمارك. ولعلك قرأتِ وسمعتِ عن قضية البريطاني وزوجته في المتجر، حيث تم تجريم أعضاء الهيئة لإنكارهم وجود الرجل عند المحاسبة الخاصة بالعوائل بحجة أنه من اختصاص إدارة السوق! فكيف تطالبين بإنكارهم على (المطففين والمحتالين والغشاشين) وهو ليس من مهامهم؟ وسؤالي يا عبد الله: هل ولي الأمر أسند لهم قضايا الابتزاز؟ حيث تنشط الهيئة وتنشر أخبارها حتى ساد الانطباع أن شبابنا مبتز أخلاقياً وهو غير ذلك! وحماية الفتاة من الابتزاز مهمة أسرية شديدة الخصوصية ينبغي على الأسرة الاضطلاع بها بدون نشر أخبارها! ويشاركه بالحماس القارئ ناصر أبو محسن، حيث يرى أن الهيئة تقوم بأعمال جليلة لكنها منتقدة من أناس لا يعرفون حجمها وأهميتها! ويضيف: قد تكون الكاتبة غير مطَّلعة على موقع الهيئة في الإنترنت ولا تعرف شيئاً عن رسالتها التوعوية والنصح والإرشاد، لذا هي تحاول بكل كتاباتها التقليل من الهيئة لعدم متابعتها لأنشطتها، وكذلك بعض الكتَّاب يظنون أنهم قد يستطيعون إلغاء هذا الجهاز من الوجود! وهل تتم التوعية وتنتشر يا ناصر من خلال موقع الهيئة على الإنترنت؟ أم بإقامة ملتقيات وورش عمل ومحاضرات اجتماعية (وليست دينية فقط)؛ في المدارس تنبّه الفتيات لخطورة نشوء العلاقات مع الجنس الآخر والتمادي فيها، ويحذَّرن من الإهمال في نشر الصور وإمكانية استغلالها من لدن ضعاف النفوس؟ ولا أذكر ورشة عمل واحدة ولا محاضرة اجتماعية واحدة أقيمت لهذا الخصوص إلا محاضرات دينية متشدَّدة تحمل التخويف والوعيد من النار وتحريم عباءة الكتف، والتحذير من المشاركة باحتفالات اليوم الوطني وتنتهي عادة بتوزيع جوارب سوداء للأيدي والأرجل! وقد ملّت بناتنا من هذا الخطاب الذي لا يشعرهن بالتقرّب منهن والاستماع لهمومهن. ويختم القارئ عابد سالم بملاحظة جديرة بالاهتمام وهي (الأخبار المكررة عن الهيئة بأنها قبضت على فتاتين مع لاعبين مشهورين وأمسكت فتيات بائعات أو كاشيرات في خلوة مع شباب! بما يشير إلى أن الهدف هو الإساءة للمهنة، فإن صحت التهمة فهم يستحقون العقوبة بعيداً عن مجال عملهم أو مهنتهم). وستظل الهيئة مثار جدل طالما هي تجتهد وتصيب وتخطئ، ولكن عليها مراعاة التغيّر، وهو سنَّة الله في خلقه.