اختتم الاجتماع الثاني للهيئة التأسيسية لمجلس حكماء المسلمين أعماله أمس الأول، برئاسة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وبحضور كوكبةٍ من العلماء والحكماء من مختلف الأقطار الإسلامية، وأكد بيان أصدره المجلس فى ختام أعماله، جاء فيه أن المشاركين قد تدارسوا التطورات الخطيرة التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة، وعلى وجه الخصوص حالة الاحتراب الأهلي وفتنة الإرهاب المتقدة. وأكد البيان ان الحضور أجمعوا على ضرورة تشكيل تيارٍ فاعل يتصدى لتيار العنف والإرهاب، من خلال فعلٍ جماعي قويٍ ومنظمٍ يلم شمل الأمة ويوحد جهود أهل العلم والحكمة، ويواكب تطورات الواقع بكل تفاصيله، ليقدم للعالمين رؤى مستنيرة مقتبسة من الهدي الإلهي، ومستفادة من تجارب البشرية، تزاوج بين التأصيل النظري والتوصيل العملي، وأكدوا أن داء التطرف والغلو لا علاج له إلا من صميم الشريعة الإسلامية نفسها، وباستخدام نفس اللغة والمفاهيم الإسلامية التي يستنجد بها المتطرفون في مساعيهم التخريبية، محرفين لها عن مقاصدها النبيلة. وتابع البيان قائلا: في هذا الصدد شرع المجلس في وضع خطةٍ استراتيجية متكاملة لتفعيل السلم في العالم، والإسهام في نزع فتيل الإرهاب بكافة أشكاله (الفكري والمسلح) وسوف تعمل لجان المجلس على إطلاق مبادرات عملية ملموسة، يشرف على إنجازها الشباب بتأطيرٍ من العلماء، وسيتم الإعلان عن هذه المبادرات في مطلع السنة الميلادية الجديدة، وهي مبادراتٌ بعضها متوجه إلى النظر في مناهج الأمة وتراثها، بهدف إجراء مراجعات جادة لكثيرٍ من الأفكار الدخيلة الملتبسة بلبوس المفاهيم الأصيلة، والتي أوقعت الأمة في أتون الاحتراب والتناحر، وبعضها الآخر عملي وميداني يعزز قدرات الأمة على الإسهام الفعال في صناعة السلام العالمي والدفع بأبنائها في ميادين الإبداع الفكري والاختراع العلمي بما ينفعها وينفع الناس أجمعين. ووجه البيان رسالة الى العالم أجمع بإعلان براءة الإسلام مما ألصق به من تهمة الإرهاب، فالإسلام صانع السلام على مدى أربعة عشر قرنا، ولا يمكن أن يحكم عليه انطلاقا من حالةٍ ظرفية لها أسبابٌ تاريخية متشعبة، وهو إعلانٌ باستعداد حكماء الأمة في الإسهام في صناعة السلام العالمي، على بصيرةٍ بمنطلقاتهم الفكرية ومسؤولياتهم الحضارية؛ وإن المجلس ليؤكد احترامه لجميع الآراء مهما اختلفت ما دامت ملتزمة بالسلم والسلام المجتمعي، واحترامه لتلك الآراء لا يعني قبولها.