كشفت مواجهة فريق الاتحاد أمام النصر جملة من الأمور التي يعيشها الفريق من الداخل والتي تنم عن عمل إداري ناقص بل وعشوائي رغم وجود جيش من الإداريين على دكة البدلاء يأتي في مقدمته رئيس النادي إبراهيم البلوي، فالشحن النفسي الذي دخل به الفريق المباراة كان نتاجه طرد لاعبين اثنين وإكمال المباراة بتسعة لاعبين مما يعطي الدلالة الواضحة على الازدواجية في منظومة الفريق والتي أفقدته ثلاث نقاط مهمة كانت كفيلة بابقائه متصدرا خصوصاً أن النصر لم يكن بحالة فنية وبدنية جيدة ويعاني اضطراباً فنياً منذ بداية الموسم. ربّما كانت الايجابية الوحيدة التي خرج بها الاتحاد رغم خسارته من هذه المواجهة أن مدرب الفريق الجديد الروماني بيتوركا والذي كان حاضرا كشف بشكل مباشر حالة التوهان الفني والإداري التي يعيشها الفريق رغم وجود العناصر القادرة على تقديم أفضل مما شاهد والتي ستكون من أولى اهتماماته عند إشرافه رسمياً على الفريق اعتبارا من مباراة الفريق المقبلة أمام هجر إن لم يصطدم بقناعات فكر إداري (غير مؤهل) لكبح جماح ما يسعى لتحقيقه كاسم معروف ومشهور في عالم التدريب. التحديات التي أطلقها قائد الفريق محمد نور قبل اللقاء بقوله: (سأعتزل الكرة إن فاز النصر في المباراة) كانت هي الشرارة التي وضعت اللاعبين الصغار تحت ضغط لم يعتادوا عليه من قبل خصوصاً انّه لم يعد لدى نور تلك الإمكانات التي تؤهله للوفاء بمثل هذا التحدي بعدما وصل لمرحلة لا تساعده للوفاء بما قطعه على نفسه ووضع اللاعبين تحت هذا الضغط الذي وبكل أسف آتى أُكله منذ أول الدقائق الأولى في المباراة رغم بقائه هو على مقاعد البدلاء فظهر اللاعبون في حالة عصبية وبدأوا في نيل البطاقات الملونة والاعتراض على قرارات الحكم بطريقة تعكس واقع القصور في التهيئة الادارية. المحترف المالي سامبا دياكيتي أظهرته عدسات التلفزة وهو يركل حافظة الماء أمام مقاعد البدلاء والرئيس إبراهيم البلوي يجلس أمامه احتجاجا على استبداله ومثل ذلك تكرر في مباريات سابقة للفريق من البرازيلي ماركينهو وبعض اللاعبين أعقبها بدقائق طرد غير مبرر لمحمد أبو سبعان الذي لم يمض على مشاركته سوى دقائق ليختم مسلسل الانفلات الانضباطي الحارس الدولي فواز القرني بحركة غير مسؤولة تجاه مهاجم النصر حسن الراهب تسببت في احتساب الحكم لضربة جزاء صحيحة ويطرد هو الآخر ويكمل فريقه المباراة بتسعة لاعبين؛ كل ما سبق هو انعكاس مباشر لما يحدث على مقاعد البدلاء من عصبية المدرب والمستشار والرئيس وقيامهم اثناء سير المباراة بتوجيه اللاعبين ومعهم قائد الفريق محمد نور قبل مشاركته ومثل هذه إن لم يعط المدرب الجديد بيتوركا الصلاحيات الكاملة للقضاء عليها فإنها ستساهم في اتساع دائرة الانفلات داخل الفريق وربما تعجل برحيله قبل أن يبدأ مهمته لان ما يحدث من انفلات انضباطي لم نشاهده حتى مع فرق الحواري.