×
محافظة حائل

أدبي حائل يدشن إصداراته الجديدة

صورة الخبر

بعنوان «عندما يدشن (بلير) حربا صليبية جديدة».. مقال كتبه الزميل عبدالعزيز قاسم متهما رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير بالتهديد بحرب صليبية جديدة على العالم الإسلامي. معتمدا على مقال كتبه الصحفي في الجارديان البريطانية سيوماس ملين قال فيه إن بلير بدأ في شن حملته الصليبية الجديدة ضد الإسلام السياسي عن طريق المطالبة بالقتال مع روسيا والصين للتفرغ لدعم من سماهم الإسلاميين المعتدلين ضد مد الإسلاميين المتطرفين، لم يخطئ بلير في مطالبته هذه، بل هي مطالبة عقلانية صادقة تتفق مع توجهات المعتدلين في العالم كافة. فكلنا يعمل ضد المد الإسلامي المتطرف الذي أطفأ نور الإسلام وسماحته وجعل منا أمة ظلامية هدفها القتل والتدمير وإبادة البشرية وإعادتها إلى عصور الانحطاط والظلام، متجاوزا لكل الأحداث الإرهابية الماضية وما فعله الإرهابيون في العالم من حولنا. وأذكر بما فعلته (بوكا حرام) أخيرا عن خطفها لعدد من بنات المدارس واعتبارهن سبايا سيتم بيعهن باسم الإسلام أمام العالم أجمع، يقول زعيمها المجنون والذي يعيش في كهوف الجهل والظلام: قمنا بخطف الفتيات وسنبيعهن في السوق وفق شرع الله. أفلا يخاف الأوروبي والأمريكي صانع الحضارة الحريص على بنات بلده وأمن وطنه من أن يعمم الإرهابيون باسم الإسلام خطف الفتيات والصبيان ويصدقوا أن الله قد استجاب دعاءهم بأن يجعل بناتهم ونساءهم وأولادهم غنيمة لهم، وأنه آن الأوان بأن يطبقوا ما وقر في عقولهم المريضة على أرض الواقع. لقد ندد مفتي المملكة ــ حفظه الله ــ بهذه العملية وقال إنها فتنة لتشويه الإسلام وكل عقلاء العالم ومصلحيهم. أليس بلير على حق عندما طالب بمحاربة هؤلاء المتشددين وملاحقتهم حتى لا يطال وطنه وأمته والعالم أجمع شرهم وأفعالهم الدنيئة باسم الإسلام، ألا يخاف بلير والعالم الغربي المتمدن مما يفعله هؤلاء المتشددون باسم الإسلام من قتل ونهب وسرقة وتحطيم لكل مفاهيم الحضارة وأدواتها التي نعيش في ظلال أنوارها ونعيم تقدمها. مناظر تعرضها فضائيات الدنيا وتعيد توزيعها على كل مواقع التواصل بما يفعله الإرهابيون وأعوانهم، بل هناك مواقع خاصة يفخر أصحابها المتشددون بنشر صور مقززة لقطع الرؤوس والأطراف وتكسير العظام وقلع العيون والجلد على الظهور نتيجة أمور خلافية لا يحاسب عليها الإسلام، ألا يخشى الغرب من وصول داعش والنصرة والقاعدة والإخوان وكل المنظمات الظلامية إلى دولهم الآمنة ليفخخوا ويقتلوا ويسفكوا الدماء ويستهدفوا الآمنين في مواقع أعمالهم وموارد رزقهم قتلا للنساء والأطفال والكبار دون ذنب اقترفوه، ألا تخاف هذه الدول وهي ترى أبناءها تغسل أدمغتهم ويتم تجنيدهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. ثلاثة آلاف غربي ذهبوا إلى سورية وحدها منضمين إلى النصرة وداعش والقاعدة بتحريض من دعاة الفتنة وبائعي لحوم البشر ومين يدفع أكثر، عن طريق الإنترنت والمساجد التي فتحت أبوابها للمسلمين في دولهم لممارسة شعائرهم الدينية تأكيدا لحرية الإنسان والأديان، فأساء المتشددون ودعاة جهنم وشيوخ الإرهاب ومنظروه واستخدموها كمراكز استقطاب باسم الجهاد المزيف الذي زينوه بأدلة لووا أعناق آياتها لتتناسب ومسألتهم. من حقهم أن يحموا أنفسهم ويتخذوا كل الإجراءات حفاظا على أولادهم وأوطانهم وإنجازاتهم وآثارهم؛ حتى لا تتكرر المأساة ويرجع هؤلاء قتلة مجرمين متعطشين للدم والقتل ويرتدوا قنابل موقوته على أوطانهم، كما حدث للعائدين من أفغانستان والشيشان، فكانت عملياتهم داخل أوطانهم تفجير المجمعات السكنية والدوائر الحكومية والمدارس العامرة بالأطفال، (145) عملية إرهابية نفذت، ومثلها أحبطتها الأجهزة الأمنية، حتى الأماكن المقدسة لم تسلم من شرورهم ومكرهم خلايا نائمة ونشطة غرضها ترويع الآمنين وتحطيم الحضارة ومحاربة الحياة. من حق الغرب أن يخاف مما يجد من هؤلاء ويحاذر منهم، يقول أبو قتادة الفلسطيني إنه يبيح للمسلين المقيمين في أوروبا سرقة أموال الكفار هنالك، ويقول إرهابي آخر نعلنها وبكل وضوح إنه ليس لهم عندنا إلا السيف ولو تمكنا منهم جميها بعد رفضهم الإسلام والجزية لأبدنا خضراءهم ولقتلناهم عن بكرة أبيهم، كما أباح الظواهري للمسلمين قتل السياح الأجانب. لقد استحلوا جثث الموتى ففخخوها، والمستشفيات فجروها، والمدارس اقتحموها، والمساجد والصوامع والكنائس وهدموها متعطشين للدماء وزهق الأرواح وكله باسم الإسلام. أفلا يخاف الغرب من تطرفهم الذي أصبح خارج المعقول والمتدارك فقهيا وأخلاقيا، من حقهم أن يخافوا هذه الفئة الباغية وأعوانهم بكل الوسائل والسبل لا نلومهم وندعي أنها حرب صليبية، فلا الزمن ولا الواقع ولا الأحداث ولا التقسيمات ولا المصالح تسمح بذلك. إن فيلما واحدا يحكي عن سماحة الإسلام ــ كما ذكر القاسم في مقاله ــ لن يكفي ليصحح الصورة المقيتة لبرك الدم وأشلاء البشر وجز الرؤوس وسبي النساء وتفخيخ السيارات والأجسام وتدمير المدن وخطف النساء وقتل الأطفال وتفجير المساجد والكنائس دون رحمة وباسم الإسلام، وهو بريء من هذه الأفعال. إنها ليست حربا صليبية بقدر ماهي دفاع عن وطن وأمة وحضارة ناصبها هؤلاء المتشددون العداء يستخدمون أدواتهم وينعمون بمنجزاتهم وعيونهم الوقحة على حضارتهم ومدنيتهم.