لم يكن يدر بخلد مدرب درجة الناشئين بنادي الأنصار أثناء استقباله للاعب أحمد الفريدي قبل انضمامه رسميا لتمثيل صفوف الفريق بأنه يضع يده بيد الفيلسوف النحيل، وموهبة من الطراز الفاخر تتميز بالهدوء وكتابة سطور من الفن والإبداع الكروي على المستطيل الأخضر، وهو الأمر الذي ساهم في لفت نظر الأندية الكبيرة إليه وتحديدا أندية العاصمة الهلال والنصر أثناء لعبه بدرجة الأولمبي، وبعد سلسلة من المفاوضات الجادة كسب نادي الهلال توقيع الفريدي في العام ٢٠٠٤، ومعه بدأ الفصل الثاني الأكثر جدية من قصة نجمنا هذا اليوم، حيث الجماهيرية والاهتمام الشرفي والإعلامي والمشاركات الأكثر أهمية وتخمة في تحقيق الإنجازات. استطاع الفريدي أن يبرز مع نادي الهلال كل ما في جعبته من مهاراة، مسطرا أجمل اللمحات الكروية، معتمدا في ذلك على إمكاناته البدنية التي أهلته للعب أساسيا إلى جانب نخبة من نجوم الهلال أمثال (نواف التمياط ومحمد الشلهوب وياسر القحطاني)، وهو ما جعل جماهير الهلال تشبهه بفيلسوف الكرة السعودي يوسف الثنيان، وتمكن الفريدي في هذه الفترة من تحقيق 8 بطولات كان آخرها كأس سمو ولي العهد للموسم 2011. انتقل بعدها أحمد الفريدي لنادي الاتحاد في العام 2012 بعد خلافات مالية مع الإدارة الهلالية تخص تجديد عقده في صفقة تعد الأعلى، واستقبلته الجماهير الاتحادية حينها استقبال الفاتحين وحمله اللاعبون على الأعناق، مرحبين بقدومه للنادي، واستطاع الفريدي في الفصل الثاني من مشوار حياته الكروية خطف بطولة كأس الملك للأندية الأبطال أمام الشباب ولعب دورا هاما في هذه البطولة خاصة أن الفريق الاتحادي كان يضم عناصر شابة تفتقد للخبرة الميدانية والشخصية القيادية داخل وخارج الملعب وهي صفات تميز بها النجم أحمد الفريدي. وفي العام 2014 وقع الفريدي لنادي النصر إلا أن لعنة الإصابات ظلت تطارده، حيث أجرى اللاعب عملية في الغدة النخاعية لوقف زيادة الوزن، أعقبها تعرضه لكسر بالكتف في معسكر الفريق تركيا، قبل أن يعود اللاعب للركض والتألق مجددا بعد أن لفت الأنظار بهدفه السينمائي في شباك العروبة.