في قلبِ مكةَ أعرقُ الأبوابِ عند الحطيمِ وعِند ذاكَ البابِ بجوار هامات العروبةِ والإبا هبت مواسمُ ربك الوهابِ في بيت عزٍّ من بني أسدِ الألى هم للعُلا وفضائل الأنساب نشأت خديجةُ بنتُ ساداتِ النقا بذكائها وسخائها المُنسابِ فخويلدٌ ذو الصدقِ والإحسانِ نا زَعَ تُبَّعَ اليمنيََ ذا الأحزابِ شيخٌ تدثر بالأمانةِ والوفا وبشيمةٍ عُرِفت بكلِّ جنابِ جاءت خديجةُ فخرُ هامات النسا رمزُ العَراقةِ والسنا الجذّابِ كيما تضيفَ من الحفاوةِ والندى لفصولِ ذاك البيتِ ذي الأنجابِ فحياتُها نهرٌ من الحُسنى صفا بترفعٍ يُسدي إلى الآدابِ فقوافلُ اليمن السعيد تديرها وتجارةٌ للشام ذاتُ رِكابِ سمعت خديجةُ من روايةِ ميسرهْ عن حُسنِ أخلاقٍ وخيرِ شبابِ سألته عن أزكى الرجالِ محمدٍ ليقولَ ما يدعو إلى الإعجابِ فهو الأمينُ يسيرُ تحت غَمامةٍ وهو الصدوقُ وسالبُ الألبابِ دعت الشريفةُ للزواجِ محمداً فتقدمَ المحمودُ عند خِطابِ إذّاك صارت زوجَ مبعوثِ السما أمَّ البنينَ وربةَ الألقابِ لما أتى الوحيُ الكريمُ نبيَّنا في الغارِ حيثُ تعَبُّدُ الأوّابِ في ليلة القدرِ المضيئةِ إذ أتى جبريلُ بالقرآنِ خيرِ كتابِ رجعَ الرسولُ إلى خديجةَ خائفاً لتُدثِّرَ المبعوثَ بالأثوابِ أخذت تهدئُ روعَهُ بكلامِها وحنانِها وعنايةِ الأحبابِ لا تخشَ لن يخزيكَ مَن سمَكَ السما فلأنتَ تُطعمُ ضيفَنا برحابِ ومضت لتسألَ نوفلاً عن شأنهِ فأجابها بدِرايةِ الأسبابِ ناموسُ موسى قد أتاهُ مُبَشِرا فهو النبيُّ وسيدُ المحرابِ صلى الإلهُ على النبي وآله والصحب والزوجاتِ أهل ثوابِ * شاعرة كويتية - القصيدة من (بحر الكامل)