على مدار سنوات طويلة.. ارتفعت أصواتنا ونادينا مرات عديدة بضرورة وجود مركز عالمي للمؤتمرات والمنتديات والفعاليات يليق بقيمة وحجم عروس البحر الأحمر جدة.. يعزز مكانتها كعاصمة اقتصادية للمملكة وبوابة للحرمين الشريفين.. وواحدة من أكبر المدن الاقتصادية والسياحية في منطقة الشرق الأوسط. لا يليق أبدا بمدينة يمتد تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام.. وتتناثر شواطئها الفيروزية الرائعة على امتداد 45 كم، وتجلس مستريحة على تريليونات الريالات.. وتستضيف سنويا أكثر من (10) ملايين شخص ما بين زائر وعابر.. وتملك كل هذه الإمكانات الاستثنائية من الجمال والإبداع والرجال أيضا.. أن تقيم مناسباتها الكبرى في فنادق، وتتحول من صاحبة الدار إلى معزومة من بين المعازيم!. لا يمكن لهيئة السياحة التي تعترف في كل المناسبات بأن جدة هي المدينة السياحية الأولى في المملكة أن تقف صامتة وهي ترى المناسبات الكبرى تقام في فنادق أو أماكن منزوية لا تليق بمكانة وقيمة العروس.. ومن غير المعقول أيضا أن يتحول إنشاء مركز عالمي للمنتديات والمؤتمرات والفعاليات إلى مجرد حلم في أدراج مجالس الإدارات المتتابعة للغرفة التجارية الصناعية بجدة.. رغم الوعود الكثيرة التي سمعناها بأنه سيتحول في القريب إلى واقع.. بعد أن ضاق معرض الحارثي الموجود في شمال جدة والذي يعد أقل بكثير من طموحات جدة.. ضاق ذرعا بالمناسبات وبات مشغولا لشهور قادمة. إن قطاع المعارض والفعاليات ليس مجرد قطاع مكمل أو ثانوي.. بل يعد من أكثر القطاعات حيوية في تنشيط الحركة التجارية والسياحية، وتحقيق عوائد مجزية تصب في شريان الاقتصاد الوطني، وتحريك أكثر من 75 عنصرا مساندا له، لا بد أن ينظر إلى إنشاء هذا المركز من زاوية أخرى تواكبا مع الطفرة الاقتصادية التي تعيشها المملكة خلال السنوات الحالية، وبعد أن باتت واحدة من أكبر 20 اقتصادا في العالم، وبحكم موقعها العالمي على الساحة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والجغرافية والدينية، حيث أصبحت محط أنظار ورغبة كثير من الشركات لإقامة منتديات ومؤتمرات فيها، الأمر الذي يجعلنا ندعو من جديد أن تتوقف التصريحات الرنانة.. ويتحول الحلم المؤجل إلى مشروع يجري تنفيذه على أرض الواقع في غضون عامين أو ثلاثة. لابد أن تشهد العروس حراكا حقيقيا في هذا الاتجاه في ظل النمو المتسارع الذي تعيشه حاليا، مع التركيز على نشر ثقافة صناعة المعارض بما يواكب تطورات الساحة الاقتصادية المحلية كرافد قوي من روافد التنمية الشاملة، فالمملكة تتبوأ المركز 83 عالميا في صناعة المؤتمرات والفعاليات طبقا لإحصاءات الهيئة العامة للسياحة والآثار، وفي كثير من دول العالم المتقدمة يكون الناتج الاقتصادي من صناعة الاجتماعات أكبر من الناتج من صناعات أخرى، ففي الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر من صناعة السيارات بـ30% ويعمل فيها أكثر من مليون ونصف موظف، وتضيف 250 مليار دولار سنويا للاقتصاد الأمريكي، وفي كندا تبلغ عوائد صناعة الاجتماعات 32 مليار دولار وهي تمثل 2% من الناتج القومي ويعمل فيها أكثر من نصف مليون موظف، وفي أستراليا (وسكانها مثل عدد سكان المملكة تقريبا) تضخ صناعة الاجتماعات أكثر من 17 مليار دولار سنويا للاقتصاد الأسترالي ويعمل فيها أكثر من 200 ألف موظف. لا بد أن تتحرك الجهات ذات العلاقة ويكون هناك لجدة مركزا عالميا لصناعة لمعارض والمؤتمرات.