شرعت أمانة الطائف في تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع خطوط أنفاق الخدمات بالمنطقة التاريخية في وسط المدينة، وتشمل إنشاء أنفاق خطوط الخدمات الفرعية للشبكة وربطها بخطوط أنفاق الخدمات الرئيسة حيث بدأ العمل بعد انتهاء موسم الحج الماضي وهدوء الحركة التجارية في المنطقة المركزية، ما يساعد على التعامل مع شبكة الشوارع والممرات الضيقة للسوق القديم التي تمثل نسيجاً عمرانياً مميزاً وقيمة تاريخية وتراثية وتجارية وسياحية. وأوضح المتحدث الرسمي لأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم, أن أمين الطائف المهندس محمد المخرج شدد على مقاولي المشروع مراعاة عدم تعطيل مصالح المواطنين وأصحاب المحلات التجارية، والحرص على عدم قطع أي خدمة عن أي مستفيد أثناء تنفيذ المشروع، ومراعاة الكثافة العددية لمرتادي المنطقة والسوق، والتعامل بمرونة مع هذه الحشود، والاهتمام بايجاد وسائل السلامة بالموقع. وأبان أن الأمانة تمكنت خلال المرحلة الأولى من التعامل مع التداخل الكبير لشبكة الخدمات العشوائية التي نفذت منذ زمن بعيد بمناسيب غير معروفة بعضها على وجه الأرض، والبعض الآخر يتعارض مع خطوط خدمية أخرى، وجرى تجزئة وتقسيم المشروع إلى مراحل وفق ما يخصص له من اعتمادات من قبل وزارة المالية. وأفاد بأن من أبرز المعوقات بطء تجاوب شركات الخدمات في إزالة المعوقات التي تخص قطاعاتهم، التي تمثلت في وجود العديد من كابلات الكهرباء وكابلات الهاتف وتمديدات المياه والصرف الصحي, التي تم تنفيذها قديماً، إضافة إلى وجود كابلات من نوع ( فايبر ) شديدة الحساسية والخاصة بشركة الاتصالات. وكشف إسماعيل إبراهيم، أن الأمانة سعت إلى إزالة المعوقات التي تعترض مسار المشاريع بالكامل، ونظراً لأن منطقة وسط الطائف هي منطقة تجارية وتضم الأسواق الرئيسة بالمدينة ، وترتادها أعداد كبيرة من الأهالي والسائحين، فيمثل الازدحام وحركة المشاة في مساحة صغيرة عائقاً كبيراً، ما يتطلب معه العمل على فترات متقطعة ومتباعدة ، قد تتخللها فترات إيقاف من قبل أصحاب المحلات أومن المرور وكذلك الشرطة، أو من جهات المرافق الخدمية (الكهرباء، الاتصالات، المياه) لأخذ الموافقات من مراجعهم. كما أن هناك صعوبة في دخول المعدات في المنطقة التاريخية ما يستدعي العمل في أحيان كثيرة يدوياً خاصة أن المباني القديمة والتراثية تحتاج إلى تعامل دقيق وخاص حفاظاً عليها. يذكر أن أمين الطائف رئيس لجنة تطوير المنطقة التاريخية بوسط مدينة الطائف المهندس محمد المخرج بحث في اجتماع عقد مع الجهات الخدمية المختصة "المياه، الكهرباء، الاتصالات" مهام هذه الجهات وآلية تنفيذ البنية التحتية لمشروع تطويرالمنطقة التاريخية. وناقش الاجتماع مع الجهات ذات العلاقة علاقة العمل والتعاون بين الأمانة والجهات المختصة لتطوير الوسط التاريخي للمدينة مع المحافظة على النشاطات الحالية للسوق وما يحويه من تراث عمراني وثقافي واجتماعي، نظراً لأن المنطقة تعد أحد أهم المعالم السياحية والتجارية بوسط المدينة وتضم مباني تراثية وشبكة من الخدمات والمرافق التجارية المتنوعة التي تخدم الأهالي. وأكد المهندس المخرج أن تطوير السوق كوجهة اقتصادية وسياحية خلال المرحلة الحالية من المشروع يعتمد على زيادة كفاءة التخطيط وتصميم الواجهات والساحات والممرات. مشيراً الى أن الامانة تعمل على معالجة التشويه البصري في المنطقة التاريخية، وتنسق مع الجهات المختصة لتحديد البرنامج الزمني للعمل بما يساهم في إنجاز المشروع في الوقت المحدد وكشف عن الجهود التي قامت بها أمانة الطائف للتعاقد مع عدد من المقاولين لتنفيذ عناصر المشروع من أرضيات وأسقف ونوافير وغيرها من الاعمال والخدمات التي ستضيف للمنطقة التاريخية رونقاً خاصاً ويمنح المرتادين والزوار الراحة والبهجة بإذن الله. وبين أن المشروع يهتم بتأهيل وتفعيل السوق الشعبي، وتطوير وتحسين بيئة السوق الحالي ومعالجة التلوث البصري والسمعي والبيئي بالموقع مع تحسين الممرات وخطوط شبكات المرافق بما يخدم السكان والتجار والمرتادين على حد سواء. علاوة على الربط الفراغي والحركي للسوق مع المنطقة المحيطة مع دعم الجانب السياحي والترفيهي في السوق الشعبي بما يعود بالفائدة على المستثمرين والزوار علاوة على ابراز الهوية العمرانية المميزة للاسواق القديمة. يذكر أن المشروع هو ثمرة من ثمار مذكرة التفاهم بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون البلدية والقروية ويهدف الى إعادة الدور الحيوي والأهمية التجارية لمركز المدينة كما يجعلها منطقة جذب سياحي.