×
محافظة المنطقة الشرقية

«لينوفو» تكشف عن سوار إلكتروني لتتبع نشاط مستخدمه اليومي

صورة الخبر

خوف كيف يستطيع هذا الفتى الثرى، أن يرتدي هذه السترة المرتوقة على الكوعين، وبلون مخالف، وأنا منذ الصباح، أحاول أن أداري الجورب المتآكل. داخل الحذاء. وأنظر حولي وأسمع همس كل الجالسين، أمسى، جوربي حديث المساء، رغم أني لم أخلع حذائي أمام أحد. أبوة يا أبي الذي يضرب الأرض، فتخُرج لنا غداءنا وعشاءنا، يحملني على كتفه حين يعبر موانع الجغرافيا المائية، ويطلب مني أن أبول على جرحه، الذي ألم به من حقول القصب العصية. لأبي الذي لم أعرف أن الكبر تسلق على أكتافه، إلا بعد موت عمي الأكبر. أبي على عصاه الملتوية، يبحث في دروب القرية، عن المسجد.. يصلي الفجر، ويغافلنا، يشتري لنا الخبز، ونحن نيام حتى الظهيرة. انتظار حجرة الطبيب المكتظة بالأطفال الذين لا يعرفون إلا اللهو الصبياني، وجوه الكبار التي اكتأبت من عد الدقائق، وتململ الانتظار الطبيب القادم من سفره، تدخل الحالة مسرعة بعد ثوان تهم بالخروج، وكأن الطبيب يساعدها في الخروج، عندما دخلت الجميلة، مع طفليها وأختها المزعجة، طال الوقت، حتى خيل لنا أن سمعنا صوت مكبرات الصوت تنقل قرآن الفجر، من المسجد القريب الجد يجري خلفي يتعمد إيذائي، ضرباً وسباً، يذكرني بمخيبات الطفولة كيف لم أستطع يوماً أن أرفع عيني، أخربش وجهه بأظافري حتى بعد عودته مطروداً، يضيع الوقت، في ساحات الطفولة، يسترجع ذكريات بطولته، وأنا أغيب داخل حجرتي، لا أستطيع رفع عيني ناحية صور الطفولة.. دخل جدي بالسوط الذي كان يضرب به الخارجين على القانون، أشار لي بالوقوف مد يده ورحل. عطاء ماذا تصنع أمي من أسرار، في أواني طهيها، تخرج الأواني من فرن الطين، تفوح رائحة الطبخ، تدوخ قطط الشارع على حوائط بيتنا تغرف أمي في الإناء الوحيد، نحن لا نكف عن الأكل، هي تغرف، تعطينا اللحم، عقب الانتهاء من الطعام، تلك كانت عادة الأيام البعيدة وأنا اليوم أحمل طعام زوجتي لأمي، أظل إلى جوارها، في انتظار أن تغرف وتعطيني. العمات بعد أن جمعوا أمرهم ليلاً، فجراً وبخطى مسرعة، على أكتافهم فؤوس، أوتاد خشبية وقف لهم الأخ الأكبر وابنه أول زراعات النخيل، أقسم الإخوة لن يقف بيننا وبين الذبح أحد، رأى الغدر بالعيون نظر إلى قمم نخيله، بكى طفولته، جريه صوب النهر، عبور حديقته، أيام جمع التمر المبيت بجوار النخيل، الإخوة لا يعرفون كل هذا، بناء البيوت الخراسانية بعد أن ضربوا الفؤوس، دقوا الأوتاد بالجسد المرتفع الضارب الجذور، يعطى لمن لاذ بالظل، طالباً للتمر الشافي آه لرجال بلدتنا، دوما للبراءة يَقتلون، أكاد أسمع الأنين المكتوم تحت ضربات الفؤوس، وحز المنشار المسنون، بكت أشجار الحديقة تتساقط القمم تحتضر أشجار النخيل، الإخوة البُلَهَاء يضحكون يشربون الشاي الأسود، يُدخّنون التبغ، على الوطن يبولون، وضع الأخ يده على كتف ابنه جمع ما استطاع من التمر، ذكريات طفولته داخل حقيبة أحزان الرحيل لمحوه يبكي بلا صوت، خارجاً من قريته، انقطعت عنا أخبارَهُ، أما الحديقة فكما هي بعد اختلاف الإخوة على التقسيم، على الأرض مقطعة أوصال النخيل، تراكَم الغبار نمتْ النباتات المتسلقة سقط من على أجندات الحائط أوراق سنين، الإخوة ضاقوا بالمكان، جمعوا البقايا قاموا ببناء سور، بعد دخول الليل أشعلوا النيران أرسلوا أوسطهم للمدينة، ليشتري مواد البناء، عاد كئيباً كزوجة حداد، يكسو وجهه السواد الأسعار وصلت عنان السماء، جلس الإخوة على تراب الحديقة شاردين، ماذا فعلنا، يلفهم الصمت اقتلعنا نخلاتنا من أجل بيوت الحديد تذكروا أخاهم الأكبر، أتُراه سيغفر لهم خطاياهم بُؤْس حالهم، ضياع حُلم العمارات، جعلهم يرحلون نحو الواحات البعيدة، يعملون أجراء بمزارع النخيل، قبل أن تكسو شمس النهار الرصيف تجمع الإخوة وسط مئات العمال، بانتظار قدوم أصحاب المزارع بسياراتهم من الواحة، بدا الصبح ثقيلاً ساعة تَلوُ ساعة، يعضهم الجوع بينما هم يطأطئون الرأس يلحسون تراب الأرض بأعينهم، حزناً على ما فعلوا صوت السيارة الذي وقف بجوارهم، جعلهم يفتحون أعينهم وقفوا لم يتمالكوا أنفسهم، فغروا أفواههم صاحب السيارة ابن أخيهم، عادوا ليوم المذابح نظر لهم الجالس بالسيارة، الذي انقطعت أخباره عنا منذ سنين. ------ مصر - قنا - نجع حمادي - بريد النجاحية