من المسؤول عن ظاهرة التسول وانتشارها وزيادة اعدادها لتصل في بعض المناطق الى أرقام خيالية فلقد تم في الفترة الاخيرة ضبط 5855 متسولا من الاطفال وثمانية آلاف امرأة متسولة في منطقة مكة المكرمة وحدها واعداد اخرى كبيرة في جميع مناطق المملكة تختلف جنسياتهم. ان هذه الاعداد وتزايدها وانتشارها وحصولها على مبالغ خيالية وبطرق عديدة من التلاعب والخداع والاحتيال فمنهم من يحمل اطفالا رضعا ومنهم من يظهر بيد مقطوعة وهي سليمة ومنهم من يرمي نفسه امام السيارات وعند الاشارات انهم يتسببون في كوارث وحوادث قاتلة لعابري الطريق. ان المتسول له شركاء يشجعونه ويدعمونه وهم من يمنحونه المال في موقف الاشارات وفي كل وقت اننا جميعا نرحم ونعطف ونبحث عن الاجر ولكن بهذا الاسلوب الخاطئ نحن نتسبب في ضرر وضياع للمال لان المحتاج الحقيقي للمساعدة لا يقف في الشوارع ولا يهين كرامته ولا يشوه في خلقته. ان الفقير والمحتاج يمتلك عزة نفس وكرامة يرفض ان يهين نفسه من اجل المال. ان الفقير يمتلك نفسا كريمة ويسابق في العطاء ويحرص على تقدير ذاته لان الفقراء والمحتاجين لا يرمون بانفسهم على الارصفة وأمام المساجد والفقر والحاجة موجودان بين الناس ويتعرض لهما الكثير نتيجة لظروف الحياة وصعوباتها والفقير يحرص على ان تصان كرامته، ولقد أوصانا ديننا الا تعلم اليد اليسرى عن اليمنى في أوجه البذل والعطاء وكان الصحابة يمرون على بيوت الفقراء وفي اخر الليل ويقدمون المساعدات. ان بذل المال والمساعدة يجب ان تصرف لأسر في منازلهم وهم فئة تمنعهم عزة النفس عن مطاردة الناس ومضايقتهم للحصول على المال فهل نمتنع جميعا عن دعم تلك الفئة التي تبتكر اساليب الاحتيال والملاحقة؟ هل نعمل على مساعدة مكاتب مكافحة التسول ومحاربة تلك الظاهرة التي يساعد الكثير منا في انتشارها فهل نحاول مراجعة انفسنا ولنحرص على كيفية المساعده ودعم الفقير والمحتاج. ان هذا المتسول يبحث عن المال فقط ويرفض كل ألوان وانواع المساعدة، انه سخر نفسه ان يجمع مبالغ يحددها من سخره لهذه المهنة التي يبتز بها النفوس الكريمة التي تتألم عندما تشاهد أشكالهم التي ابدعوا في تشويهها بيد مربوطة فقد شاهد الكثير مقاطع فيديو لتلك الطفلة التي شوهت يدها برباط محكم وفيديو اخر لمتسول كان قادما للحج وسخر كل وقته للخداع والتسول وتم ضبطه عند عودته لبلاده بأموال تعادل دخل سنين حصل عليها في ايام وحرم المحتاجين الحقيقيين. ان تلك الصور وتلك المواقف يجب ان تعلمنا وتحملنا مكافحة تلك الظاهرة التي تضر بالجميع. فهل نحاول جميعا ان نساعد المحتاج الحقيقي باسلوب يضمن لنا ان نمنح المحتاج حاجته ونخفف عنه مايتعرض له من ظروف صعبة وقاهرة وليكن شعارنا: كافح المحتال لتعطي المحتاج ولتكن اليد التي تمنع تلك الظاهرة هي ايادينا جميعا. ان مساعدة المحتاج هي اسلوب حياتنا لكسب رضا خالقنا. تربوية