×
محافظة المنطقة الشرقية

«وثيقة السياسة السكانية للمملكة» على طاولة «الشورى»

صورة الخبر

للمجد في كرة القدم حكاية، يبدأ أولا بدحرجة المستديرة ثم يمر بالمنصة حتى يبلغ آهات العشاق، وفي زمن الإحصاء وحصر المنجزات ولهفة الناس للعالم الرقمي ظهر هواة الألقاب وجامعو الذهب وقراصنة الملاعب، فضاعت الوسيلة الأجمل بتبرير غايات تمهد للاقتتال نحو غايات تدونها دفاتر التاريخ وتهملها الذاكرة. ترى لو خسر الهلال منازلة النهائي الآسيوي.. هل سننسى الأمنيات والأوقات وبعض المنازلات وكثير من الآهات ومشاوير من التوقعات والأهداف والرقصات والقبلات؟ ترى لو لم يحقق الأهلي بطولة الدوري.. هل سننسى الليالي المبهجة واللحظات المفرحة وأصوات الحناجر الملهبة.. هل سننسى كل أمنية طافت ليلة ما وأخذت معها شرود والأحبة والأوفياء.. هل سننسى دوران اللعب العجيب والمدرج المهيب؟ في كل مرة أكتب على طريقة (اكسب لحظتك) واستمتع بمعشوقتك وعش أمسياتك على نهر من التفاؤل وشارك أصدقاءك ذكرياتك بل اصنع أجمل ذكرى لأنك سوف تحتاجها يوما ما. أنا لا أكتب للرئيس العام ولا لرئيس الاتحاد ولا للجان العاملة حول هذه اللعبة، أنا أكتب لكم رفقاء العشق لهذه الساحرة ولحلاوتها وبهاء لعبتها. أصفق معكم في ليلة الركض بلا انقطاع وحركة النجوم حتى الامتاع والإشباع، لكم لأنكم قراء كتابتي ورفقاء رحلتي حين يحين موعد الالتقاء لنجتمع في طريقنا صوب ملعب اللقاء. بعض الأحاديث والأناشيد والتشجيع، بعض الشالات والألوان تزين المكان ليوم يخلده تاريخ ذاكرتي وهو يوم أبلغ من الكأس الذهبية والنحاس والميداليات المعدنية. ليست الأندية محط مزاجنا ولا مبلغ أفراحنا وليست كرة القدم الخائنة من يحرك مشاعرنا ويزف نفوسنا صوب بهجتها بل أبلغ من ذلك حين نلتقي ونهتف للأداء الخلاق واللعب المجنون حين نجتمع بالأحبة لنصنع جو بهجتنا وتفاصيل وجهتنا. قد يفوز الهلال بهذا اللقب المهم لكن فوزه لا يعني خسارة لغيره بل هو ينتصر لمن يمنح جل جهده وتركيزه ورغبته لتحقيق معادلة الأجهزة الفنية واللعبة الذكية تلك اللعبة التي تقول معها (آه لحلاوتها) وبالذات نحن الذين تعلقنا بلعب هذه المستديرة وأخفيناها معنا حين ننام صغارا.. حين لا نترك شاردة ولا واردة في منزلنا إلا وكسرناه أو آذيناه. قد يحقق الأهلي كل دور يأتي مستقبلا لكن ذلك لن يغير من ذكرياتنا ولن يغير من حياتنا التي نصنعها اليوم بل لن يساوي أول يوم دخلت فيه (الاستاد الرياضي) وتملكتك الدهشة وأخذت تروي هذه (الرواية البيضاء) على زملاء الصف وأصدقاء المرحلة. أعرف أن العام يمر والأعمار تتغير والمراحل الحياتية تتبدل، وأعرف أن لكل منا فلسفته الخاصة في حياته وشخصيته التي يسعى لأن يكون عليها أو يقلدها ولكن كل ذلك لا يمنع أن نعترف بأن (المراهقة) تنتهي وأن لحظة النضوج لا تغير علاقتنا بهذه اللعبة ولا ببقية الألعاب الشعبية التي كنا نلعبها واختفت أو هذه التي تجمعنا الآن (البلايستيشن) في أمسيات أخرى بالمقربين منا. قد يفوز الأهلي وقد لا يفوز وقد يفوز الهلال وقد لا يفوز لكن حلاوة لعبتنا أبلغ من ذلك بكثير لأنها تمثل تفاصيل حياتنا اليومية لذا سنكتب رواية بيضاء على جبين المساء.