أُقيل المتحدث باسم طالبان الباكستانية الذي يتمتع بنفوذ كبير من مهامه لأنه أعلن الولاء لتنظيم داعش، كما أعلن المتمردون في باكستان في موقف يكشف عن الانقسامات داخل التيار الاسلامي المتشدد الذي تمثله الحركة. وتأتي هذه الإقالة بعدما أعلن شهيد الله شهيد- الاسم الحركي للشيخ «أبو عمر مقبول» الذي رُقّي العام الماضي إلى مرتبة متحدث باسم حركة طالبان الباكستانية- ولاءه لداعش التي تسيطر على مناطق كاملة في سوريا والعراق، بحسب تسجيل صوتي بُثّ الأسبوع الماضي على موقع جهادي لكن تعذّر التحقق من صحته. ومثل هذا الاحترام لزعيم تنظيم الدولة الاسلامية أبو بكر البغدادي الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين في العالم، يتناقض نظريا مع الولاء التاريخي لحركة طالبان الباكستانية للملا عمر زعيم طالبان الأفغانية. وفي بيان على صفحتها على فيسبوك، أعلنت حركة طالبان الباكستانية أن شهيد الله شهيد لم يعد عضوا في هذه المجموعة التي نشأت في 2007 لمحاربة السلطات الباكستانية المتهمة بدعم الحرب الأميركية "على الإرهاب". وأضاف البيان "فيما يتعلق بالولاء لداعش، فإن أمير الحركة نصير الحق فضل الله أوضح أننا ندعو إليه حيال أمير المؤمنين الملا محمد عمر". وردا على أسئلة وكالة فرانس برس، أكد قائدان من حركة طالبان الباكستانية هذه التغييرات داخل الحركة. وقال أحدهما: إن "الخلافات بين شهيد الله شهيد والملا فضل الله هي السبب الحقيقي الذي يفسر هذا الرحيل". وأضاف هذا المصدر أن شهيد الله "شهيد جرح لأن فضل الله لم يستشره فيما يتعلق بالعلاقات مع فصيل «خان السيد» ساجنا"، وهو قائد نافذ ترك صفوف حركة طالبان الباكستانية في أيار/مايو. واسم خان سعيد ساجنا أُدرج الثلاثاء من جهة أخرى على لائحة وزارة الخارجية الاميركية "للإرهابيين الدوليين". والشهر الماضي، فقدت حركة طالبان الباكستانية أيضا بعض عناصر نفوذها عندما أعلن مقاتلون في منطقة مهمند القبلية تشكيل فصيل منشق أُطلق عليه اسم جماعة الأحرار. وعلى خلفية الانشقاق داخل حركة تمرد طالبان، ظهرت منشورات دعم لداعش في الأسابيع الأخيرة في أسواق جنوب شرق أفغانستان وفي شمال غرب باكستان، المهد التاريخي لطالبان والقاعدة. ومجلس العلماء أبرز هيئة تضم رجال دين مسلمين في باكستان الدولة التي تعدادها أكثر من 180 مليون نسمة، أدان من جهته تنظيم الدولة الاسلامية، ودعا الشباب إلى عدم التعاون مع هذه المجموعة على غرار طالبان.