دراسة حديثة نشرتها "واشنطن بوست" تقول إن التلفزيون يصبح يوما بعد يوم مقصدا لكبار السن، وأوعزت الصحيفة الخبر إلى أحد كبار محللي الإعلام الجماهيري، الذي وصل في دراسته إلى أنه في الموسم التلفزيوني المنصرم 2013-2014 بلغ متوسط أعمار مشاهدي التلفزيون 44.4 عاما - الدراسة تتحدث عن المشاهدين في أميركا عبر قنوات الكيبل -، وهذا المعدل العمري يزيد بنسبة 6% على ما قبل أربعة مواسم فقط! ووصل الباحث إلى أن معدل أعمار مشاهدي التلفزيون يشيخ بنسبة أكبر من معدل السكان. حيث متوسط سن الفرد في أميركا 37.2 سنة (وهو معدل كبير جدا مقارنة معنا)، ويصل الباحث إلى أن الذي دفع المشاهدين الأصغر سنا للابتعاد عن التلفزيون التقليدي هي مسألة التحكم: أين ومتى يتفرج على المادة التي يريد مشاهدتها! نتمنى بصدق أن نرى مثل هذه الدراسات لدينا حتى نعرف إلى أين تتجه بوصلة الإعلام، ولكن في ظل نوم أقسام الإعلام في الجامعات علينا أن نبني معطياتنا على هذه الدراسات العالمية باعتبار أننا نعيش في قرية كونية! البوصلة تتجه أكثر وأكثر نحو العالم التفاعلي، والمستقبل بلا شك لمنصة الشبكة العنكبوتية، والذي يبقي للتلفزيون أهميته هم الكبار، الذين ما زالوا أوفياء له، فهم أصحاب القدرة الشرائية، وأصحاب القرار في المؤسسات التجارية وفي الأسرة. أهمية هذه الدراسة أنها تنبهنا إلى أن على التلفزيون أن يلتفت إلى مشاهديه الحاليين "الشيبان" بدلا من محاولة اجتذاب جمهور مستحيل! ليس من الحكمة إغفال العصفور "الزبون" القديم وهو في اليد في سبيل عشرة محلقة في سماء "السايبر" ولن تعود.